15 يونيو عيد الصحافة العراقية في ذكراه ال53 بعد المائة عيد ب " جل الأعياد بضم الجيم وكسر اللام " تحتفل الأسرة الصحفية في العراق الشقيق اليوم الأربعاء الموافق الخامس عشر من يونيو بالذكرى الثالثة والخمسين بعد المائة لعيدها الوطني. ويجسد هذا الاحتفال في استعراض حي وإصرار عبقري ، مسيرة الصحافة في بلاد الرافدين والتي انسلخ من عمرها حتى يومنا هذا ، أكثر من قرن ونصف القرن ، ما يعني مواكبة الامتداد والتمدد الزمني بأدوات حية عبقرية تناسب معايشة كر الليالي والايام في تعاقباتها وامتداداتها وفي اختلاف امزجتها واطوارها. بدأت هذه الأدوات بصدور أول عدد من جريدة الزوراء التي ما زالت حتى الآن تصدر في العراق. وفي كنفها ورحمها توالى صدور الصحف والمجلات بتسمياتها وتخصصاتها ومعالجتها المختلفة ، وكل ذلك في ظل تماسك وطيد للأسرة الصحفية وتمسكها برسالتها: تنويرا للمجتمع ، وخدمة لقضاياه ، وابرازء لقيمه الحضارية والثقافية والاجتماعية. وظلت قضايانا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية ، ظلت تأتي في صدارة اهتمامات الصحافة العراقية. ولعله لم يأت وصفنا لعيد الصحافة العراقية بأنه عيد بجل الأعياد من فراغ ؛ ذلك أنه تجسيد حي لقابلية الصحف الورقية للاستمراية والبقاء ، وبخاصة في زماننا هذا الذي تواجه فيه كثيرا من التحديات والصعوبات الكبيرة. فالأمل المنبعث والمتباعث من دروس هذا العيد ومن مضامين استمرارية الزوراء وايحاءاتها وإلهاماتها ، كفيل بأن يطمئن ويثلج قلوب رجالات ومحبي الصحافة الورقية ويدفعهم الى بذل المزيد من الجهد حتى تبقى على الساحة ، مقاومة لخطر أي مزاحمة إلكترونية قد تدفعها إلى الانزواء في ركن باهت الألوان. ولا شك أن إخلاص الصحفي العراقي لمهنته وتمسكه بها هو سر استمرار تدفق النهر الصحافي في بلاد الرافدين طوال تلك الفترة التي فاقت قرنا ونصف القرن ؛ إذ لم تثنه شدة النضالات وهول التضحيات عن رسالته قيد أنملة. وتجدر الإشارة إلى أن العراق يأتي في صدارة الدول التى استشهد فيها أكبر عدد من الصحفيين. ويحضرني في هذا الصدد أن القول الماثور الذي مؤداه :" اطلب الموت توهب لك الحياة" ينطبق على الأسرة الصحفية العراقية وبخاصة في عهدها الحالي و برئاسة نقيبها الفطن الأستاذ مؤيد اللامي ، وهي الفترة التي جادت فيها بعدد أكبر من حياة أبناءها جراء الإرهاب وتداعياته. ومع ذلك فسوف تتملكك مشاعر متباينة من الإعجاب والتقدير والحيرة أيضا إزاء الكم الهائل من المنجزات التي تصادفك حين تزور العراق ليس على المستوى المهني فحسب بل على صعيد مشاريع استثمارية أيضا جعلت من النقابة العراقية في صدارة النقابات العربية. فهنيئا للأسرة الصحفية العراقية ونقيبها الكبير الأستاذ مؤيد اللامي رئيس اتحاد الصحفيين العرب بعيدهم الوطني الميمون. ودعنا نكرر معا: روشتة الزوراء هي بمثابة روشتة بقاء واستمرارية الصحافة الورقية. |
|
آخر المقالات |
|