نقيب الصحفيين، راكان السعايدة، إغلاق “ صحيفة السبيل و احتجابها خسارة للمشهد الصحفي الورقي الأردني.
كان عدد أمس الثلاثاء، الذي يحمل رقم 4365، هو العدد الأخير للزميلة “السبيل” بنسحتها الورقية، التي بدأت بالاحتجاب مع مطلع العام الجديد 2020، بعد نحو 26 عاما من صدورها في تشرين الأول (أكتوبر) العام 1993، وإثرائها المحتوى الصحفي الورقي في المملكة لتكتفي بموقعها الإلكتروني وبشكل مؤقت.
وعبر زملاء صحفيون لـ”الغد”، وآخرون في منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن أسفهم لقرار مجلس إدارة الصحيفة، الذي أكد إنهاء صدورها، جراء أزمة مالية عصفت بالصحيفة، وأدت إلى تسريح صحفييها وموظفيها في وقت سابق.
وفي مقاله الأخير على صفحات “السبيل”، قال رئيس تحرير الصحيفة، الزميل عاطف الجولاني، إن “اليوم تجد نفسها مضطرة للتوقف، توقفا نأمل أن يكون مؤقتا، وأن لا يعدو كونه استراحة محارب يعود مجدداً ليمتطي صهوة جواده ويواصل المسير”.
وأضاف الجولاني “تتوقف النسخة الورقية من السبيل عن الانتظام في الصدور، لكن موقعها الإلكتروني سيواصل حمل فكرتها ورسالتها بكل قوة واقتدار، بل سيحرص على تطوير الأداء وتعويض الغياب الورقي المؤقت”.
وشدد على أنه “ليس وداعا ولا فراقا، بل تحول في آلية التواصل واللقاء، بصورة أكثر تفاعلية
بدوره، أكد نقيب الصحفيين، الزميل راكان السعايدة، أن إغلاق “السبيل”، هو أمر مؤسف ومحزن، ويعد احتجابها خسارة للمشهد الصحفي الورقي الأردني.
وأرجع سبب إغلاق الصحف اليومية على غرار صحيفة الديار، لتراجع الإعلانات وسوء إدارات الصحف المالية والإدارية، وعدم مواكبة الجديد بالتنافس مع الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبين السعايدة أن الصحف الورقية في المملكة، بكافة فئاتها الرسمية والخاصة، تواجه أزمة تهدد استمراريتها، إذا لم تقم إداراتها باتخاذ خطوات جدية في المستقبل تمنع عن الصحف أي آثار سلبية.
وأوضح أن مجلس النقابة أكد أمام صناع القرار، وفي أكثر من مناسبة، بضرورة إنشاء صندوق حكومي لدعم الصحف الورقية بما يساهم في استمرارها مع المحافظة على استقلاليتها.
وأشار إلى أن مجلس النقابة له رؤية شاملة عن هذا الصندوق، إلا أن هناك صعوبة في إقناع صناع القرار بتبني إنشاء هذا الصندوق الذي تخصص موازنته من الميزانية العامة للحكومة، خاصة وأن جميع جوانب هذا الصندوق لم يقتنع بها البعض من أصحاب القرار. وأكد أن هناك صناديق كثيرة في عدة دول، تقوم بدعم وسائل الإعلام من صحف ورقية وفضائيات، على غرار فرنسا وبريطانيا وحتى دول الخليج.
نائب نقيب الصحفيين، الزميل ينال برماوي، أكد بدوره، أن احتجاب “السبيل” عن المشهد الصحفي الأردني، يشكل لحظة فارقة في التاريخ الإعلامي في المملكة، لافتا إلى أن “السبيل” قدمت الكثير للساحة الأردنية على أكثر من صعيد وبخاصة تنوع المنتج الإعلامي ومحاولة ترسيخ الرأي والرأي الآخر والتعددية الفكرية والصحفية.