“خالد المالك” في ملتقى الإيسيسكو: موت الصحافة الورقية وفاة للأدوات وليس للمحتوى
استضاف مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اللقاء الثالث من "ملتقى الإيسيسكو الثقافي"، الذي أطلقته الإدارة العامة للمنظمة، ويستضيف قادة الفكر من داخل العالم الإسلامي أو خارجه؛ لطرح أبرز القضايا الفكرية والثقافية. عُقد اللقاء تحت عنوان: "مستقبل الإعلام: من الصحافة الورقية إلى الصحافة الرقمية"، وتمحور حول البحث في صحة القول بنهاية الإعلام التقليدي، وما إذا كان يمكن للصحافة الورقية أن تعيش في العصر الرقمي.
واستضاف الملتقى كلًّا من: رئيس تحرير جريدة الجزيرة السعودية رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين رئيس اتحاد الصحافة الخليجية خالد المالك؛ والكاتب من المغرب محمد الصديق معنينو، والذي تقلَّد عدة مناصب وكان مديرًا للتلفزة الوطنية وكاتبًا عامًّا لوزارة الاتصال سابقًا.
ألقى خالد المالك محاضرته التي استهلها بالتأكيد على أن موضوع "المنافسة" بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية ما زال محل جدل ونقاش بين المهنيين والمتخصصين في جميع أنحاء العالم.
وأشار المالك إلى أن تجربته في رئاسة تحرير صحيفة الجزيرة السعودية لنحو 40 عامًا، سبقتها سنوات من العمل الصحفي شهدت تطورات متسارعة خلال السنوات الأخيرة، ورغم الحرص على مواكبتها؛ إذ كانت الجزيرة أول صحيفة سعودية تتيح نسخة إلكترونية لمحتوى إصدارها الورقي اليومي في العام 1997م، إلا أن تسارع التطور التقني الهائل منذ ذلك الحين أسفر عن تسيد موقع التواصل الاجتماعي تويتر لساحة بث المحتوى الصحفي الفوري.
وأضاف أنه مع ظهور التطبيقات الرقمية مثل تويتر لنشر المحتوى الصحفي، أصبح هذا التطبيق نقطة الجذب الأولى إعلاميًّا؛ حيث أصبحنا الآن أمام حالة متفردة من صناعة المحتوى المسموع والمشاهد؛ فالإعلام بات يتغير وفقًا لسلوك المصادر والمتلقين. وأشار إلى أن هناك من يرى أن الصحافة الإلكترونية هي البديل للصحافة الورقية؛ حيث إن هناك حاجة لتعليم الأساليب والصيغ التي تقدم من خلالها الأخبار للجمهور، وأكد أنه على الإعلام الجديد الاعتماد على مؤسسات صحفية متخصصة، وليس على هواة.
وقال خالد المالك إن ما يثار عن مسألة "موت الصحافة الورقية" هو موت للأدوات وليس موتًا للمحتوى، مؤكدًا أن الصحافة المطبوعة سوف تستمر؛ ما يفتح الباب للإعلاميين لنشر محتوى يستجيب للقراء.
وأكد أن الصحافة الرقمية ذاتها باتت تواجه تحديًا كبيرًا تمثل في انصراف القراء عنها نتيجة "طغيان مواقع التواصل الاجتماعي، وأن على كليات الإعلام القيام بـ"غربلة" مناهجها، بل وأساتذتها؛ لمواكبة التطور.
واختتم محاضرته قائلًا: إن الصحافة الورقية قد تختفي، ولكن الصحافة المطبوعة لن تنقرض، وإنما ستتحول من الهيئة الورقية إلى هيئات إلكترونية أو تفاعلية، مؤكدًا أن الصحافة الرقمية لا زالت في طور التشكل، وأن إعادة النظر في محتوى الصحافة المطبوعة هو السبيل لبقائها، إلى جانب مواكبة التطور التقني، وأن حلّ المعضلة التي تواجه الصحافة المطبوعة -في وجهة نظره- يكمن في الوصول إلى صيغة للتكامل بين الإعلام المطبوع والإعلام الرقمي، وإعلام التواصل الاجتماعي.