تناولت الصحف العربية بالتحليل أهم أحداث 2016 وأفردت توقعاتها للسنة الميلادية الجديدة التي تنبأت بأنه
تناولت الصحف العربية بالتحليل أهم أحداث 2016 وأفردت توقعاتها للسنة الميلادية الجديدة التي تنبأت بأنها "ستكون صعبة".
ويتوقع كتاب بأن سنة 2017 سوف ترث "حروب 2016 الإقليمية" وتجلب العديد من المخاوف.
ويرى كتاب آخرون أن العالم سيواجه تحديات بالغة عام 2017، وعلى رأسها اتساع النفوذ الروسي، والإرهاب الدولي، وسقوط الولايات المتحدة في " وحول محلية " بعد مجيء دونالد ترامب بالإضافة إلى "تعزيز الاستبداد".
سنة "صعبة وكالحة"
يقول محمد العصيمي في جريدة عكاظ السعودية: " يبدو أن سنة 2017 ستكون سنة الحسم على المستوى الدولي والإقليمي، وحتى على المستوى المحلي لكل دولة؛ بعد أن تضع كثير من الحروب أوزارها، بما فيها تلك الحروب التي ستنشأ خلال السنة ذاتها. أي أن هذه السنة الجديدة ستكون صعبة وكالحة."
وفيما يرى العصيمي أن الولايات المتحدة بعد مجيء دونالد ترامب "ستسقط في وحول محلية مناوئة لهذا الرئيس"، يعتقد أن روسيا "ستبرطع أكثر وسيتسع نفوذها وتتسع تحالفاتها في المنطقة بعد أن ترتفع رايتها أكثر في أوكرانيا وروسيا البيضاء وفي سوريا؛ وربما تدخل على الخط العراقي بأكثر مما هي عليه الآن."
ويتفق معه في الرأي الكاتب مصطفى اللباد في جريدة السفير السورية معلقاً: "سيتصاعد الحضور الروسي في المنطقة على الأرجح خلال العام المقبل 2017، بعدما نجحت موسكو إلى حد كبير في تأكيد مكانتها كقوة عالمية عبر الشرق الأوسط؛ وبعدما خلقت واقعاً جديداً في سوريا وشرق المتوسط".
ويقول: "بالرغم من أن الشهر الحالي حمل مآسيَ شخصية روسية مثل عملية الاغتيال الجبانة التي تعرض لها السفير الروسي في أنقره أندريه كارلوف، وسقوط الطائرة الروسية الفاجع وعلى متنها الأوركسترا الروسية في البحر الأسود، إلا أن الصورة الكبرى تقول إن مكاسب روسيا السياسية من تدخلها في الأزمة السورية تفوق بمراحل خسائرها البشرية المذكورة".
"القادم أصعب"
وتذهب رنا الصباغ إلى أن "القادم أصعب"، وتقول في جريدة الغد الأردنية: "نتجاوز أحداث 2016 بحسناتها القليلة وسيئاتها العديدة، صوب عام مفتوح على مصاعب أكثر خطورة، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وسياسياً، بالتزامن مع انهيار ما تبقّى من النظام العربي، ووأد حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ورئيس في البيت الأبيض يرفع شعار "أمريكا أولاً"؛ يقابل ذلك ترسيخ هيمنة إيران في العراق، وروسيا وتركيا في سوريا".
وتحذر الكاتبة من أن اتساع نفوذ الإرهاب سيكون من أهم تحديات العام القبل، قائلة: " فالحرب على الإرهاب ما تزال مفتوحة. وعلينا توقع محاولات أخرى للإرهابيين لتنفيذ ما يخططون له".
وكذلك يشير بكر عويضة في جريدة الشرق الأوسط اللندنية إلى مخاوف 2017، قائلاً: "يكفي تدقيق النظر بما يزقزق به دونالد ترامب بشأن توسيع ترسانة أمريكا النووية… ثم، ماذا ترى يدور في رؤوس سادة التنين الصيني تجاه استفزازات مستر ترامب… وإن أضفت إلى ما سبق إصغاء السمع إلى أقوال بنيامين نتنياهو، رداً على قرار مجلس الأمن رقم 2334 الصادر نهار الجمعة الماضي بشأن ضرورة وقف بناء المستوطنات".
وعلى نفس المنوال، يحذر عريب النتاوي في جريدة الدستور الأردنية: "في ظني أن عام 2017، سيكون عام العائدين من سوريا والعراق، وسيكون عاماً صعباً للأجهزة الأمنية ولأمن البلاد واستقرارها". ويضيف: "هي معضلة بلا شك، قد تنفع وقد لا تنفع الخطط في التعامل معها".
"تعزيز الاستبداد"
وفي وداعه لعام 2016، يقول محجوب الزويري في جريدة الوطن القطرية: "أيام ويغادرنا العام الميلادي 2016، العام الذي ينهي أيضاً مئوية لم تكن حسنة في تطوراتها ولا في نتائجها بالنسبة للعالم العربي والمستضعفين في العالم بشكل عام، مئوية عناوينها الأصلية تعزيز الاستبداد وقيم الفساد السياسي وغياب العدالة وتفرد القوة الخارجية في تشكيل واقع ومستقبل الكثير من بقاع العالم العربي".
ويضيف الكاتب: "بنظرة إلى العام المنصرم يلاحظ المتتبع ان كثيراً من الاحداث المؤلمة والقليل وربما أقل من القليل من الأحداث غير المؤلمة. في هذا العام تضاعفت الأخطار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العديد من البلاد العربية".
من جانبه، يرصد عمرو حمزاوي في صحيفة القدس العربي "حصاد السلطوية الجديدة في 2016"، ويرى أن العام المقبل سيشهد مزيداً من السلطوية في مصر وفي العالم.
ويعلق حمزاوي على ذلك قائلاً: "في 2016، تضخ السلطوية الجديدة المزيد والمزيد من دماء الكراهية والإقصاء ونزع الإنسانية كخط دفاع مبدئي عن حكم يمعن في العصف بضمانات حقوق وحريات المواطن، ويخرج الإعلام العام والخاص الموالي لينكر حدوث مظالم وانتهاكات وينفي وجود ضحايا".