جمعية الصحفيين العمانية تستضيف اجتماعات الاتحاد الدولي للصحفيين مايو 2022
فازت جمعية الصحافيين العمانية باستضافة الكونغرس العام للاتحاد الدولي للصحافيين الحادي والثلاثين المؤمل إقامته في مايو 2022، ونالت الثقة بإجماع أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين الافتراضي بعد العمل على هذا الملف منذ أكثر من أربع سنوات.
وأوضح الدكتور محمد مبارك العريمي رئيس جمعيّة الصحافيين العمانيّة أن “هذا التجمع العالمي قد لا يحدث مرة أخرى وبالتالي يجب أن تأخذ مربعات الاقتصاد والسياسة والثقافة مساحتها في هذا التجمع، فهناك حضور كبير نعول عليه، والصحافة بدون ثقافة لن تستطيع أن تقدم الرسالة، والثقافة بدون دعم صحافي وإعلامي لن تستطيع أن تصل إلى الجمهور ولن تستطيع الخروج إلى النور إلّا بإعلام قوي”.
وشارك في الاجتماع 187 نقابة وجمعية صحافية من أكثر من 140 دولة ضمن الاتحاد الدولي للصحافيين الذي يبلغ عدد أعضائه أكثر من 600 ألف صحافي وإعلامي حول العالم.
وقال العريمي، الباحث والمحلل السياسي الذي يشغل أيضا منصب مستشار وزير الإعلام “لدينا ملف متكامل لهذه الفعالية الضخمة عملنا عليه في جمعية الصحافيين منذ أكثر من أربع سنوات، واكتسبنا الخبرة من خلال إقامة مؤتمرات داخلية في عمان، وأسابيع صحافية خارج عمان منذ فترة طويلة في إسبانيا والصين والمملكة المتحدة وشارك فيها مثقفون وكتّاب وسياسيون وإعلاميون وصحافيون، وكان من المقرر أن يكون المشروع القادم في مركز السلطان قابوس في واشنطن لولا جائحة كورونا”.
وتأمل عُمان خلال الأشهر القادمة في الانطلاق في المشاريع الوطنية والمؤسسية في مجال الصحافة والثقافة ضمن رؤية عمان 2040 والتي تعطلت في الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا، ويبدو الاهتمام متزايدا بربط الثقافة والإعلام، فوفق العريمي “إن علاقة الإعلام بالثقافة وثيقة ونريد لها أن تصل إلى مدى أبعد وأبعد، فالثقافة عبر التاريخ لم تستطع الوصول إلى نقاط خارج الحدود بدون وسائط، وقد اختلفت مع الزمن، ففي السابق كان هناك رسل، أما اليوم فتلعب مواقع التواصل الاجتماعي هذا الدور، وسبقها في ذلك الإعلام التقليدي، وهي بالتالي عناصر متكاملة لا يستطيع أحدها النجاح بدون دعم ومساندة العنصر الآخر”.
ويشير العريمي من واقع تجربته خلال ثلاثين عاما في الإعلام العماني إلى أنه في السابق كانت التكنولوجيا بسيطة والمؤسسات الإعلامية تستطيع أن تكون نافذة إخبارية، لكن الآن كل إنسان يستطيع أن يشكّل منظومة، وبإمكان أي إعلامي أو أي دخلاء على الإعلام أن ينافسوا، وبالتالي المهمة ليست بالسهلة، وتحتاج إلى تكاتف وتطوير وعمل مستمر وجهد من أجل إيصال الرسالة الإعلامية، لاسيما مع ظهور تنافس داخلي.
ويؤكد أن “هناك أيضاً تنافسا من الخارج، ويجب أن تكسب جماهير تشاهد قنواتك التلفزيونية وتستمع إلى قنواتك الإذاعية، وتقرأ مطبوعاتك، هذا بحد ذاته تحدّ كبير لاسيما أن جميع الدول تعمل على هذا الترويج، فقبل ثلاثين سنة كانت مهمّة الإعلام بسيطة جداً، واليوم كل مفاصل الدولة تحتاج إلى إعلام، كل عمل يحتاج إلى إعلام”.
ويرى العريمي أنه في السابق كان الإعلام منحصرا في الداخل أكثر “لكن الآن أن تعمل على الإعلام الخارجي ربما يكون أهم إن لم يكن مساويا للإعلام الداخلي”، موضحا “الإعلام الخارجي مهم لأنه جزء من منظومة، أنت جزء من مجموع دولي، كيف تستطيع أن تقدم رسالتك، رسالة عمان إلى الخارج؟ هذا موضوع ليس بالسهل”.
ويواجه الإعلام العماني تحدّيات كثيرة رغم أنه يحظى بالمصداقية، إذ تفرض التكنولوجيا الحديثة أعباء جديدة، فيمكن أن تشتري المؤسسة الإعلامية منظومة إلكترونية بمبالغ باهظة وبعد ستة أشهر أو عام تظهر منظومات أخرى يجب مواكبتها للحفاظ على التطور.
ووفق العريمي فإن العمل بالإعلام الرسمي ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب المصداقية إلى جانب السرعة وأيضا يتطلب تقديم محتوى ضمن منظومة القوانين، لأنه يتحدث باسم دولة، بينما في الطرف الآخر خارج الإعلام التقليدي لا يوجد التزام بهذه المعايير، وهذا يدركه فقط الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، ويعرفون جيداً ما هي المشاكل والضغوطات التي يواجهها الإعلام التقليدي.
ويتابع رئيس جمعيّة الصحافيين العمانيّة “أنت الآن في بيتك لديك 400 قناة وبالإمكان تغيير القناة عبر جهاز التحكم، ولا تريد للجمهور العماني أن يذهب إلى قنوات أخرى، وهذا العمل ليس سهلا، بل هو عمل متعب جسدياً، ونفسياً ومالياً ولكن هذا هو واقع الإعلام، ما يواجهه الإعلام في عمان لا يختلف عمّا يواجه الإعلام في أي دولة عربية أخرى”.
وبحسب العريمي فإن المشاكل التي تواجه الإعلام العماني هي نفسها التي تواجه الإعلام في الغرب والأميركتين وآسيا وأفريقيا، ومعظمها مشاكل مالية، فهناك مئات من الصحف في بيروت أقفلت والسبب ليس فنيا بل ماليا، والأمر نفسه في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، حيث تعاني الصحف اقتصاديا ومعظمها تحوّل إلى صحف إلكترونية، وبالتالي هذه المعضلة ليست محصورة بعمان، بل هي معضلة عالمية.
وحول جهود الجمعية في مساعدة المؤسسات الإعلامية على النهوض ودعمها يقول العريمي “يجب على المؤسسات الخاصة أن تغيّر من فكر العمل المؤسسي، فلا يمكن أن تعتمد فقط على الدعم الحكومي الذي يأتيها من الدولة، فقد واجهت وسوف تواجه كوارث، لذلك يجب عليها أن تعمل بطريقة مختلفة وأن تستفيد من تجارب الآخرين والمؤسسات الأخرى، هناك مؤسسات سبقتنا بسنوات في الغرب والعالم، تجارب تراكمية لبعض المؤسسات، يجب أن ندرس هذه التجارب ونستفيد من الإيجابيات ونحاول أن نتجاوز السلبيات، فنفس المشاكل الموجودة عندنا موجودة في دول العالم”.
. وتطرق العريمي إلى دور الجمعية في مساندة الصحافيين الذين سرحوا من عملهم وأنهيت خدماتهم، قائلا “دورنا الوقوف معهم قدر المستطاع، وتم تشكيل لجنة لتقديم المساعدة، وهي أيضاً الآن في طور الاجتماع بشكل مستمر مع وزارة القوة العاملة من أجل تعميم بعض هذه الوظائف وتوطينها، لأننا اليوم بعد خمسين عاما لدينا الكوادر التي تستطيع العمل في جميع المجالات الصحافية ربما كنا نحتاج لها قبل ثلاثين عاما”.
وأضاف “لدينا جيل فتي تعلّم في كبرى المؤسسات التعليمية سواء في عمان أو خارجها يستطيع أن يأخذ محله، بالتالي التوجه اليوم إلى توطين معظم الوظائف في المجال الإعلامي مثلها مثل القطاعات الأخرى”.
وأشار مستشار وزير الإعلام العماني إلى أن “المؤسسات الإعلامية الخاصة ربما تكون اليوم في المرحلة النهائية، ووصلت إلى الرمق الأخير، فهي تواجه مشكلة مالية ضخمة، فهذه المؤسسات تعمل دون وجود إعلانات ولا دعم، ونأمل أن تساند الدولة والحكومة هذه المؤسسات التي وقفت مع الدولة لأكثر من خمسين سنة، فالجائحة ستنتهي ولكن على الدولة أن تساعد المؤسسات الصحافية والإعلامية الخاصة في عمان التي وقفت مع معها منذ عام 1970 وحتى اليوم”.