الصحف الفرنسية تعلن “الحزن والغضب” على الأحداث الدموية وتنعى الضحايا.. لوموند تندد بالأحداث.. وليبرا
عد هول الصدمة الناجمة عن الاعتداءات الأكثر دموية فى تاريخ فرنسا، احتلت أعمدة الصحف الفرنسية الصادرة الأحد مشاعر الحزن والغضب ومناشدات للوقوف صفا واحدا ضد التطرف الإرهابى، وكذلك دعوات إلى "رد الضربة بمثلها". الحزن والغضب يخيمان على غلاف لو فيجارو عنوان "الحزن والغضب" تصدر صحيفة "لوفيجارو الفرنسية" (محافظة) التى وعلى غرار صحيفة "ليبراسيون" (يسارية) صدرت استثنائيا اليوم الأحد بعد يومين من الاعتداءات الدموية التى نفذها ثمانية انتحاريين فى ستة أماكن متفرقة فى العاصمة الفرنسية باريس وعدد من ضواحيها، وأسفرت عن 129 قتيلا على الأقل و352 جريحا، بينهم 99 إصابتهم خطيرة، والتى أعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عنها. "أنا باريس" عنوان صحيفة ليبراسيون واتخذت ليبراسيون عبارة "أنا باريس" عنواناً لها، مستعيدة فى ذلك شعارا يتم تداوله على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعى ومستلهما من شعار "أنا شارلى" الذى انتشر فى العالم أجمع إثر الاعتداءات التى استهدفت الجريدة الأسبوعية الساخرة "شارلى إبدو" فى مطلع العام الجارى فى باريس أيضاً. "لوباريزيان اوجوردوى أن فرانس" تختار عناون "فلنقاوم" أما صحيفة "لوباريزيان اوجوردوى أن فرانس" (شعبوية) التى صدرت فى عدد خاص فعنونت "فلنقاوم"، والتى قالت فى محتواها أن فرنسا أصبحت محط انظار الإرهابيين، ولابد من توخى الحذر من هذه النقطة، حيث انهم يخططون لهجمات مستمرة ولم يضعوا نهاية لأعمالهم الخسيسة، وأنهم لا ينظرون إلى المسيحيين أو العلمانيين أو المسلمين أو العرب، أو الغرب، فأعمالهم تنال الجميع. لو موند تندد بالأحداث الدامية ومن ناحية أخرى كتبت "لوموند" فى عددها الصادر اليوم أن فرنسا فى حرب، وأنها حرب ضد إرهاب شمولى، اعمى، قاتل على نحو رهيب، وبدورها حذرت "لوفيجارو" من أن هذه الحرب، الآن وقد فهم الكل ماذا تعنى، قد بدأت لتوها ليس إلا". وبالنسبة إلى ليبراسيون فإن المذبحة التى حصلت فى باريس تفضى إلى "خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة: على الفرنسيين من الآن فصاعدا العيش مع الإرهاب". الصحف الفرنسية تجمع على ضرورة الوحدة الوطنية أما القاسم المشترك بين كل الصحف فكان الدعوة إلى الوحدة الوطنية والإجماع على أن فرنسا تعانى من حادث أشبه بالحرب، وقد لخصتها "لو جورنال دو ديمانش" على صدر صفحتها الأولى بعنوان "الجمهورية فى مواجهة الهمجية". "حالة حرب"، و"الحداد"، و"فى القلب" كما اختارت صحيفة "ديباش" الفرنسية عنوان "حالة الحرب" ليتصدر عددها الصادر اليوم، والذى تم إطلاقه بعد يومين من حادث باريس الإرهابى، ونعت فى الصحيفة فى محتواها ضحايا الحادث الغاشم، ومن ناحية أخرى كان عنوان "فى القلب" متصدر غلاف جريدة " سود أويست"، بينما كان "الحداد" على الصفحة الرئيسية لصحيفة "أويست فرانس" وجاء العنوان كرد فعل على الأحداث الدامية أول أمس الجمعة. الصحف المناطقية تتحدى الإرهاب وعلى صعيد الصحف المناطقية قالت "ديرنيير نوفيل دالزاس"، إن "التحدى الحقيقى هو تأكيد القيم الجمهورية"، بينما اعتبرت "لا بريس دو لا مانش" أن الجهاديين "يشنون الحرب علينا. بوحدتنا سنتمكن من مواجهة هذا الجنون المرفوض". صحيفة إلزاس تطالب بالرد بقوة أما صحيفة "الزاس" فكانت أكثر صراحة فى المطالبة برد الصاع صاعين وكتبت "حان الوقت لأن نرد الضربة بضربة، لأن نكون عديمى الرحمة فى مواجهة أعدائنا، فى الداخل كما فى الخارج". وفى السياق نفسه كتبت "لوفيجارو" أنه فى مواجهة الوحشية ليس هناك إلا مبدأ واحد، وهو القوة، ولابد ألا يكون أمام الهمجية سوى قانون واحد: "إنه الفعالية والحزم".