رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية: الصحافة ليست وظيفة، وعلى الصحفي أن يكون مطّلعاً وشغوفاً بعمله.
لخص رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» محمد الحمادي تجاربه الممتدة لـ20 سنة من العطاء في القطاع الإعلامي في 20 دقيقة ضمن جلسة «قصة رئيس تحرير» التي شهدتها فعاليات اليوم الثالث للبرنامج الإعلامي الوطني للشباب الذي أطلقه نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مؤسسة وطني الإمارات
.
وتناول الحمادي مسيرته المهنية التي توقدت شعلتها منذ بدأ شغفه في الخوض في مهنة المتاعب وتوجه لدراسة الإعلام في جامعة الإمارات.
وأكد أن الإعلام عامة، ومهنة رئيس التحرير خاصة، ليست خياراً سهلاً أبداً، بل هي «محفوفة بالأشواك، ولكنها تعتمد على مهارات يجب التمسك بها لتحقيق النجاح».
وحدد الحمادي صفات يجب على كل من يدخل هذا المجال ولديه هدف أن يكون رئيس تحرير وسيلة إعلامية التمسك بها، أولها المعرفة، أي القراءة ومتابعة الأخبار وحضور الندوات والفعاليات والاستماع الجيد وفهم ما يحدث.
وذكر أن ثاني تلك الصفات أن يمتلك الشخص المهارات المهنية، أي أن يكون عاملاً في الميدان، ملماً بأسس العمل، ويستفيد من تجارب الآخرين من مختلف الأطياف، ويعرف الأخطاء التي وقعوا فيها.
وأشار إلى أن ثالث تلك الأساسيات هو الاطلاع على الإعلام الخارجي من مؤسسات مختلفة، بينما تتمثل الصفة الرابعة بفهم واكتساب المهارات الإدارية، ومنها التعامل مع الموظفين والهياكل التنظيمية.
أما الأمر الخامس الذي ذكره الحمادي، فهو الإلمام بالمهارات القانونية في العالم الإعلامي، لافتاً إلى وجود قانون المطبوعات والنشر في الإمارات الصادر عام 1980، ومشدداً على ضرورة اطلاع أي إعلامي عليه كونه القانون الناظم للعمل الصحفي في الدولة.
وركز على النقطة السادسة، المهارات الشخصية، بحيث يكون الإعلامي قادراً على بناء علاقات مع الآخرين بسهولة، وأن يكسب ثقة الأصدقاء من محيط العمل أو المسؤولين من الجهات المختلفة، واحترام رغبة المصدر في نشر المعلومة، مبيناً أن الميزة السابعة تتمحور حول تعلم مهارة السؤال لأنه نصف المعرفة.
في تجربتي الأولى: كان مطلوب منا إصدار مجلة تترجم مادة للغة العربية وكان 10% فقط من المواد فيها من إنتاج الصحيفة وباقي المواد مترجمة، وكانت المشكلة معروف أن الصحيفة ما زالت تصدر بشكل ورقي، ولكننا خفضنا كمية الطباعة بشكل كبير، والأولوية في الصحيفة للـ«ديجيتال».
حاولنا الابتعاد عن خط الصحف الأخرى لتحقيق التميز، وتم تغيير الجمهور المستهدف، وخاطبنا الشباب العرب في كل مكان، واليوم حققت أرقام الصحيفة من حيث المتابعين والمشاهدة والتفاعل ارتفاعاً كبيراً جداً.
التحدي الكبير في صحيفة الرؤية هو كيف تحول مجموعة من الصحفيين تعودوا على النظام الورقي إلى صحفيين رقميين، ودائماً التغيير المرتبط بالبشر هو الأصعب دائماً، فعمدنا، ولا نزال، إلى تطوير الكادر من خلال التدريب المستمر داخلياً وخارجياً، فضلاً عن التعاون مع مؤسسات كبيرة في التدريب، داخلية وخارجية.
واستدرك قائلاً: أعتقد أنه، في الإعلام، يجب ألّا نشغل الوقت بشكل الوسيلة الإعلامية فقط، بل بالمحتوى الذي يُقدَّم للجمهور، وبالتالي في عالم الإعلام الرقمي و«سوشيال ميديا» نستطع التغيير بين فترة وأخرى لجذب الجمهور.
وأضاف أن الصحافة ليست وظيفة، بل مهنة كالطب والهندسة، وبالتالي على الصحفي أن يكون مطّلعاً وشغوفاً بعمله.
وطالب بأن تكون مادة الإعلام والصحافة موجودة في المدارس، مع تنفيذ زيارات من رؤساء تحرير وإعلاميين معروفين للمدارس لتوعية الطلبة بأهمية هذه المهنة ومسميات العاملين فيها، والانتباه إلى أن أبرز المهارات هي مهارة المعرفة، مشيراً إلى أن الإعلامي يجب ألّا يتوقف عن القراءة لأنه دائماً بحاجة لجهد ومخزون، ونادي دبي للصحافة له دور كبير في هذا المجال