: الصحفيون العرب الاكثر تأثرا بالتوترات السياسية واستشهد عدد منهم بنيران المليشات الارهابية
نظمت الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان ندوة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للصحافة، والإعلان عن التقرير السنوي الأول للشبكة عن حالة الإعلام الرقمى وحرية الرأي والتعبير في دول الربيع العربي ( مصر –تونس – سوريا – اليمن – ليبيا ).
عقدت الندوة بمشاركة إعلاميين من مصر واليمن، إضافة إلى مشاركات افتراضية عبر برنامج «زووم»، لصحفيين من سوريا وتونس.
ناقش المشاركون متابعة التطورات التشريعية والبنية التحتية المعلوماتية في الدول الخمسة خاصة وان الإعلام الرقمى ومنصات التواصل الاجتماعى كانت هي محرك الاحداث خلال تلك الثورات.
و قال الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، وكيل نقابة الصحفيين، المصريين إن الإعلام بشكل عام يقع موقع السمع والبصر في المجتمع، وينبأ ويتنبأ، ومن ثم فالصحافة والإعلام يتأثرون سلبا وإيجابا بالأوضاع المجتمعية داخل الدولة، لافتا إلى أن الإعلام المصري ساهم في بشكل أو باخر في دعم مطالب الإصلاح والتغيير التي حاول البعض فيما بعد الانحراف بها إلى تخريب وتدمير.
وأضاف أن التأثير السلبي الذي شهدته الأوضاع السياسية ومحاولات هدم مؤسسات الدولة أضعف كيان الدولة في فترة ما وأثر سلبا على وضع الصحافة بشكل عام، وبعض الزملاء الصحفيين دفعوا حياتهم ثمنا مثل الشهيد الحسيني أبوضيف، حيث كان الجميع خلال أعوام 2011، و2012، و2013 يلوذ بمنزله، ولكن الصحفي كان دائما على الجبهة وفي الخطوط الأمامية لينقل المعلومة للمواطن.
وأشار إلى أننا نحتفل بمرور 80 عامًا على نقابة الصحفيين انتزعت حرياتها وتشريعاتها بنضال متتابع، منوها بأن بنية الصحافة يحكمها عدة امور هي بنية تشريعية، وثقافة عامة، وتفاني الصحفي، وقوة نقابية في الدفاع عن هذه الحقوق والحريات، منوها بأن منحنى الصحافة بعد 2011 تذبذب، ووصل في بعض الأحيان أن الصحفي فقد حياته مثل الحسيني أبوضيف عندما اعتلت جماعة الإخوان السلطة في مصر وأصبح هناك صدام بين الدولة المدنية ومحاولات الانحراف بها إلى دولة دينية، وقوبل هذا بهجمة شرسة حيث فقدنا ميادة أشرف، والحسيني أبوضيف، وصدر أحكام في هذه القضايا. بنيران المليشات الاخوانية وفقا لاحكام قضائية نهائية صدرت بحق الجناة ومن ثم فأن دعم الاعلام للحفاظ علي الدولة اوطنية ومؤسساتها قوية يسهم في توفير بيئة عمل امنة للصحفيين كما يمنح فرصة اكبر او كما يمنح المؤسسات النقابية العربية فرصة اكبر للتفاوض مع دولة ومؤسسات شرعية وطنية لرفع سقف الحريات وتعيم مكاسب العمل المهني
واضاف عبد المجيد ان الحفاظ علي الدولة الوطنية القوية هو اساس الحرية فعندما تنهار الدول او تتصدع مؤسساتها الوطنية كما حدث في لبيبا وسوريا واليمن يكون الصحفيون في مقدمة جهات الشعب التي تدفع اثمان باهظة في ظل الفوضي وانهيار الامن وانتشار المليشات المسلحة وتصل هذه الاثمان في ذروتها الي استشهاد عدد كبير من الصحفيين وفي مصر عندما سطتت جماعة الاخوان الارهابية علي السلطة وحدثت توترات نتج عنها وجود مليشات للجماعة وفقد
وأضاف أنه بعد ذلك دخلنا في مرحلة 30 يونيو والدولة الحديثة، ولا شك عندما يكون توتر ينال ذلك من حق حرية الصحافة، حيث يكون هناك صراع بين رؤى، فنقابة الصحفيين تدافع عن حقوق الصحافة وتؤكد أن الحرية أساس التطور، وهناك من يرى أن الحرية المطلقة في هذه الظروف تؤدي إلى تقويض محاولات الإصلاح والتنمية والبناء.
وأكد أنهم استطاعوا تحقيق عدد من الأهداف الخاصة وعلى رأسها أن نقابة الصحفيين استطاعت مع استقرار الدولة وقوة التفاوض العاقل من النقابة أن نصل إلى الإفراج عن عدد كبير من الزملاء، مؤكدا أنهم يدعمون الزملاء قانونيا، وكذلك يدعمون أسر الزملاء، ودعم الزملاء في الحصول على حقوقهم التي كفلها الدستور حتى وإن كان في محبسه وعلى ذمة قضية، مؤكدا أن هناك تطورا إيجابيا بالإفراج عن عدد من الزملاء في الفترة الماضية بجهد النقيب ومجلس النقابة، فضلا عن ترتيب زيارات دائمة للحبوسين احتياطا على ذمة قضايا. ولفت عبدالمجيد إلى أنه عندما كانت الدولة مختطفة كان هناك زملاء يفقدون حياتهم في أحداث توتر ومظاهرات، مؤكدا أن هناك مزيد من مطالب الحرية للصحافة في مصر، منوها بأننا في حاجة إلى قانون يحمي حق الصحفي في الحصول على معلومة حتى يكون له قدرة وحرية في الحصول على البيانات، ومن ثم العمل على تحليل هذه البيانات، وهو ما يستوجب أن تقدم النقابة برامج تطوير مهني لرفع إمكانيات الصحفي.
ناحيته، طالب الكاتب الصحفي اليمني عبدالولي المذابي، بأن يصل صوت الصحفيين اليمنيين المكلومين، وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين، قائلا: «نتمنى من الجميع أن يساندوا هذه الحملة الإنسانية، وإطلاق سراح الصحفيين السجناء في اليمن.
من جانبه أوضح الكاتب الصحفي التونسي باسل الترجماني، أننا أمام معادلة خطيرة جدا تمس مصداقية وحرية الإعلام، وهى تحويل الإعلام ليكون أداة سهلة في يد أطراف سياسية أصبحت حرية الإعلام عدوا لها بعد أن كانت تتحدث عن حرية الإعلام، حيث هناك محاولات ممنهجة للسيطرة على الإعلام. ولفت إلى أن وسائل الإعلام في تونس يسيطر على عدد لا بأس منه أشخاص تابعون لحركة النهضة، منوها بأن مستوى البرامج منحط، ونسبة مقاطعة المواطن التونسي للإعلام في تونس مخيفة جدا، وهذا يعكس حالة ضيق المواطن من هذا المستوى الإعلامي المتدني، وإن كان هناك مواقع غخبارية تقاوم هذا النهج، ولكن أننا أمام محاولة لشراء الذمم، ولابد من كشف وفضح هذه الممارسات.
وأضاف أنه على المستوى النظري يوجد حريات يتمتع بها الإعلام التونسي، ولكن في المستوى الحقيقي هناك تراجع خطير جدا، خاصة فس ظل وجود التيار الإخواني.
وفي نفس سياق الندوة، قال الكاتب الصحفي مصطفى الكيلاني، إن هناك تفاصيل كثيرة في ملف حقوق الإنسان مرتبطة بالعمل الصحفي، فعندما تكون حرا في ممارسة العمل الصحفي يجب عليك أيضا أن تلتزم بالقوانين العامة، مضيفا أن هناك أزمة حقيقية تعرض لها الصحفيين العرب منذ 2011، وبعد هذا العام أصبح هناك تطاول في بعض المؤسسات الصحفية على قوانين النشر، وهناك تعديات من أنظمة ودول على حقوق الصحفيين.
ولفت إلى أن نقابة الصحفيين في تونس تترك اثنين صحفيين تونسيين محتجزين في ليبيا منذ 9 سنوات حتى الآن ولا تسأل عنهما، ومع ذلك تصدر بيان ضد أحداث كرداسة، وكذلك نقابة الصحفيين التونسيين تترك تقرير الاتحاد الأوروبي الذي يتحدث عن 375 شخصية حولوا أموال خارج تونس أكثر من 10.5 مليار دولار بحسب تقرير الاتحاد الاوروبي والذي استلمته مؤسسة الرئاسة التونسية، ويصدرون بيانا ضد القضاء المصري، وهو أمر ليس له علاقة بهم، فهم لا يعرفون شيىء عن القضاء المصري ويتحدثون عنه دون إدراك للحقيقة.
واستطرد أن نقابة الصحفيين في تونس تنسى حقوق الصحفيين المطرودين من قنوات في تونس، ويناقشون الأوضاع في مصر، منوها بأن هناك عدد كبير جدا من الصحفيين اليمنيين مشردين في دول عربية، مضيفا أنه عندما نتحدث عن دعم الصحافة فالاولى أن نتحدث عن حق الصحفي داخل بلده وألا يكون مشردا خارجها. ولفت إلى أن نقابة الصحفيين في تونس تصدر بيان ضد مصر ولا تصدر بيان ضد حكومتها التي دعمت علنا إرسال المرتزقة إلى سوريا وليبيا بدعوى الجهاد، ضد نظام من وجهة نظرهم ديكتاتوري.
ونوه بأن نقابة الصحفيين التونسيين تصدر بيانا ضد مصر وتنسى كل حقوق الصحفيين التونسيين المهدرة، لافتا إلى أنه باظرف مليئة بالدولارات يتم استغلال نقابة الصحفيين التونسيين من أجل تشويه مصر والقضاء المصري.
من جانبها، ثمنت الكاتبة الصحفية السورية رانيا زنون، الموضوع الذي تتناوله الندوة ومناقشة ما يتعرض له الصحفي من متاعب ومعوقات، مشيرة إلى أن الحديث عن اليوم العالمي للصحافة شيىء جميل، ولكن هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي يصطدم بها خلال عمله.
واعتبرت زنون أن المنظمات الحقوقية لم تستطع حماية الصحفي في أن يكون في مأمن من أطراف النزاع في حالة استهدافهم، منوهة بأن سوريا فقدت خيرة المراسلين والصحفيين خلال 10 سنوات من الحرب، فمنهم من تعرض للاختطاف، ومن تعرض للاغتيال، لافتة إلى أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن سوريا تحتل المركز 173 في حرية الصحافة، منوهة بأن الظروف التي يعمل بها الصحفي العربي صعبة، ويبذل جهود كبيرة يحترم عليها ليؤدي عمله.
وأضافت زنون أن الحديث عن وجود منصة صحفية موضوعية ليس سهلا، مشيدة بوضع الصحافة في مصر، حيث أن إعلامها حمى الدولة، مشددة على أهمية أن تعمل الدول على توفير بيئة مناسبة لعمل الصحفي، منوها بأن الصحفي في حاجة إلى مزيد من الحريات حتى يؤدي عمله بدون قلق أو أي قيود. وتابعت انه لابد من وجود آليات تسهل الصحفي عمله، خاصة وأن من الصحفيين من يمارس عمله في منطقة حرب، ولابد من حماية الصحفيين أثناء أداء عملهم.