عن حجم الخسائر التي تكبدتها المؤسسات الإعلامية بالمغرب خلال جائحة كورونا
كشف يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، المغربية عن حجم الخسائر التي تكبدتها المؤسسات الإعلامية بالمغرب خلال جائحة كورونا.
وأوضح مجاهد، في لقاء تشاوري عقده محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، مع الهيئات المهنية الأكثر تمثيلية في مجال الصحافة والإعلام، أن المعدل اليومي لمبيعات الصحف الوطنية خلال الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2020 بلغ حوالي 76 ألف نسخة ثم تراجع إلى حدود نهاية السنة إلى 38 ألف نسخة، مؤكدا أن هذا التراجع مستمر إلى اليوم.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه لم يعد يصدر من الصحف الورقية إلى حدود سنة 2020 إلا حوالي نصف ما كان يصدر قبل الجائحة، معتبرا أن الصحافة الإلكترونية لم تنج بدورها من مظاهر التراجع، خاصة مع تأثر سوق الإشهار حيث نزلت، على حد قوله، الإعلانات التجارية خلال فترة الحجر الصحي لتصل نسبة الاستثمارات لأقل من 40 في المائة.
وحسب المعطيات التي قدمها مجاهد، فإن 32 في المائة من المعلنين توجهوا للتواصل الرقمي كأولوية سنة 2020 وأن 92 في المائة منهم توجهوا نحو الشركات الرقمية العملاقة “جافا”، معتبرا أنه من الطبيعي أن يتأثر سوق الطباعة والتوزيع بالمغرب.
وقال رئيس المجلس الوطني للصحافة إن الأزمة بالمقاولات الصحفية بدأت منذ أكثر من 8 سنوات، خاصة مع ضعف نسبة المقروئية بالمغرب مع تسجيل ارتفاع تكاليف الإنتاج والتوزيع وتراجع المبيعات وعائدات الإشهار.
وأكد مجاهد أن تدهور الصحافة الرقمية ليس سببه الوحيد هو التحول الرقمي لأن الصحافة الإلكترونية تعاني بدورها من أزمة خانقة، بل يعزى سبب هذا التدهور، على حد قوله، إلى عدم توفر الصحافة المغربية بشقيها على نموذج اقتصادي ملائم.
وأضاف المتحدث ذاته أنه وبحسب المعطيات التي توصل بها المجلس من خلال طلبات البطاقة المهنية، فإن عدد المقاولات الصحفية يصل إلى 731 مقاولة، منها 447 إلكترونية و284 ورقية، سواء كانت وطنية أو جهوية.
وأشار مجاهد إلى أن أكثر من 53 في المائة من الصحف الورقية تشغل أقل من 5 صحافيين وأكثر من 28 في المائة منها تشغل صحافيا واحدا يكون هو مدير النشر ورئيس التحرير والصحافي في آن واحد.
أما بالنسبة للصحافة الإلكترونية، فإن 86 في المائة من مقاولاتها تشغل أقل من خمسة صحافيين وحوالي 47 في المائة منها تشغل شخصا واحدا هو نفسه مدير النشر ورئيس التحرير وصاحب المشروع، ما يوضح، على حد قوله، حجم الهشاشة التي تعاني منها المقاولات الصحافية بالمغرب.