صحف عربية تدافع عن الإسلام في مواجهة هجمات باريس
استمرت الصحف العربية الصادرة اليوم في مناقشة السياق الأعم للهجمات الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس، والتي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" أنه نفذها.
ودافع الكثير من الكتاب عن الإسلام، قائلين إنه ليس الدافع وراء الإرهاب، وأن السبب عوامل مثل الفقر والبطالة والظلم.
في الوقت ذاته، تطرح بعض المقالات حلولا بديلة لمحاربة الإرهاب، لا تقتصر على الخيارات العسكرية فقط ولكن تمتد لتشمل فتح آفاق العمل والإبداع والفن للشباب العربي.
"إيذاء الإسلام"
يتساءل عبد العزيز السماري في جريدة الجزيرة السعودية "ما الذي حصل لكي يتحول بعض المسلمين إلى كائنات من البارود المتفجر، وهل يدخل ذلك في طبيعتنا البشرية؟ أم أن السبب هو الإسلام؟!".
يقول السماري "ليس التطرف فكرة أو مجموعة من الأفكار بمحاربتها تنتهي حالة التطرف، ولكن التطرف تصنعه الظروف الجيوسياسية والأحوال الاقتصادية والاجتماعية… فالفشل التنموي والاستبداد وتعليق المشانق للمعارضين السياسيين ساهم بقوة في لجوء الناس إلى الدين خوفاً من بطش الحاكم الديكتاتور".
يشاركه الرأي علي محمد فخرو في جريدة دار الخليج الإماراتية، حيث يقول "المعركة الفكرية والثقافية، التي ينوي الكثيرون، خوضها ضد الفكر الإسلامي المتطرف، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفروق الهائلة في الفكر والممارسة بين السلفية الجهادية التكفيرية، المتمثلة في 'داعش' والنصرة والقاعدة وأمثالها، وبين غيرها من المذاهب والمدارس والتنظيمات والممارسات الإسلامية المسالمة".
في السياق ذاته، تقول جريدة البيان الإماراتية في افتتاحيتها إن "الإسلام بكل إرثه العظيم، يتضرر اليوم في سمعته وفي مغزاه الأساس، من هذا النفر الذي يريد اختطاف الإسلام إلى كهوف الظلام والقتل والدموية، وبحيث يصير الإسلام صورة من صور اللا حياة، ويعني العنف والقتل والتدمير وإبادة الحياة، وهذا ظلم عز نظيره يتم إيقاعه بالإسلام".
وتضيف "إن على المسلمين واجب كبير اليوم، يتعلق بالحاجة للدفاع عن سمعة ديننا العظيم، دين الرأفة والتسامح والتعدد وقبول الآخر".
ويؤكد مفتي الأردن عبد الكريم الخصاونة في جريدة الرأي الأردنية أن "الإسلام نهى عن التطرّف، وشدد في النهي، واعتبر المتطرفين على غير منهج المسلمين وطريقتهم".
ويضيف الخصاونة "أساء المتطرفون إلى الإسلام والمسلمين بمعاملتهم القاسية وأسلوبهم الفظ ومنهجهم المتشدد وأوهموا أعداء الإسلام أن الإسلام دين متطرف يحارب الرحمة واللين".
أما صلاح منتصر في جريدة الأهرام المصرية فيدعو الأزهر لمخاطبة الأطفال في فرنسا والعالم "عن الإسلام وكيف يزج به في جرائم لا يقرها، وتخالف تعاليم ومفاهيم الإسلام الحقيقية".
فتح طرق الحياة
يكتب عبده خال في جريدة عكاظ السعودية عن حلول بديلة لمحاربة الإرهاب، فيقول "هذا الزمن الدموي يجب مقاومته بكل أشكال الفنون، فالإنسان حينما يفتقد جماليات الحياة يكون أكثر شراسة وأقرب إلى الوحشية".
ويضيف "علينا جميعاً العمل على توليد الطاقة الإيجابية وحقن هذا الزمن المتسرطن، وطاقاتنا الإيجابية متعددة بدءاً من الحب والشعر والسينما والمسرح والغناء والرسم والنحت، وكل دولة لها قواها الناعمة فيجب تحريك هذه القوى لمجابهة خفافيش الظلام".
باحثاً عن حلول بديلة كذلك، يقول فهد الخيطان في جريدة الوطن القطرية إنه "ثمة حاجة ماسة اليوم لمشروع عالمي يعيد الاعتبار لقيم الإنسانية، واحترام كرامة الشعوب والأفراد، مشروع يحارب الظلم الذي يولد الإرهاب والفقر الذي ينتج الكراهية".
ويضيف "لا يمكن الانتصار على القوى الإرهابية بالطائرات والمدافع فقط، فقد جربنا هذا الأسلوب من قبل، ولم ينتج إلا المزيد من الإرهابيين".
في السياق ذاته، يقول جمال العلوي في جريدة الدستور الأردنية "دعونا نغلق الطريق على ضياع الشباب العربي بلا هدف وبلا طائل ونفتح أمامهم طرق الحياة بكل سهولة ويسر، دعونا نمنحهم القدرة على إثبات الذات وخدمة الأوطان تحت مظلة القانون وفي رحاب الرعاية الاجتماعية والسياسية والبرامجية حتى لا نتركهم في دوامة الانشطار والخروج على المألوف واِتِّباع إخوان الشياطين من غرف ومطابخ الدوائر الاستعمارية التي لها حساباتها وأحلامها وأطماعها