هجوم لاذع في صحف عربية بسبب فيلم “العساكر” عن الجيش المصري
شهد عدد من الصحف العربية، لاسيما المصرية، هجوماً لاذعاً على قطر وقناة الجزيرة، وذلك على خلفية فيلم وثائقي باسم "العساكر" عرضته القناة لما وصفته بـ"انتهاكات" يتعرض لها الجنود المصريون أثناء فترة تجنيدهم الإجباري في الجيش.
واتهم كتاب جماعة الإخوان المسلمين وبعض الدول الداعمة لها بمحاولة استهداف صورة الجيش المصري والمؤسسة العسكرية في مصر.
وفي شأن آخر، تناول كتاب بصحف عربية التطورات الأخيرة في مدينة حلب السورية، في ظل استعادة قوات الحكومة السورية السيطرة على عدد من الأحياء في الجزء الشرقي من المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.
"سقطة كبرى"
يقول محمد أمين بمقاله في صحيفة الوفد المصرية إن "فيلم العساكر سقطة كبرى تسقط فيها قطر وترتكبها قناة الجزيرة… وأظن أنها لا تهز مصر وحدها، وإنما تهز العرب جميعًا.. الجيش المصري جيش العرب.. مهما حدثت من هفوات وأزمات؛ فلم تتأخر مصر.. لكن من يضمن بعد هذا الهراء ألا يتأثر الجيش معنويًا بما تردده عنه قناة عربية؟… المؤسف فعلاً أن قطر لا تفعل ذلك من تلقاء نفسها، وإنما تفعل ذلك بإيحاء من بعض حكام عرب 'مراهقين'!".
يضيف الكاتب "ما فعلته 'الجزيرة' غلطة كبرى سيدفع العرب ثمنها… هؤلاء ليسوا عساكر ولا مرتزقة ولا مجنسين… هؤلاء خير أجناد الأرض".
ويتهم هشام النجار في صحيفة الأهرام المصرية كل من تركيا وجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة "ضرب نفوذ المؤسسة العسكرية" من خلال "فتاوى بوجوب التمرد على الجيش المصري والهرب وترك السلاح".
ويرى الكاتب أن هذا الطرح "يتكامل مع محتوى فيلم قناة الجزيرة القطرية الذي تحايل وفبرك مشاهد وقصصاً لتشويه العسكرية والجندية المصرية لتظهر الجنود المصريين ضحايا لواقع مرير".
في السياق ذاته، يقول محمد صلاح في صحيفة الحياة اللندنية إن الفيلم يأتي في إطار "سعي 'الإخوان المسلمون' والدول والجهات الداعمة للجماعة إلى الثأر من الجيش المصري".
ويشير الكاتب إلى "حملات 'الإخوان' والقوى الداعمة لها من أجل "تشويه الجيش واغتياله معنوياً وحرق قادته سياسياً".
من جهته، يمتدح جميل عفيفي في صحيفة الأهرام المصرية الجندية المصرية بوصفها "شرفاً لا تعرفه دول كثيرة".
يقول عفيفي "لا يمكن لأي دولة كانت أو وسائل إعلام فاشلة أن تشكك للحظة واحدة في جيش مصر العظيم، والجيش المصري سيمضي في طريقه لا يلتفت لمثل هذه التفاهات أو المؤامرات".
ويوجه دندراوي الهواري بصحيفة اليوم السابع المصرية انتقادات لاذعة للمسؤولين القطريين وقناة الجزيرة على خلفية الفيلم، ويقول "على الأقل، الجيش المصرى جيش وطني أفراده مصريون حتى النخاع، وليسوا 'متجنسين' من كل حدب وصوب مثل الجيش القطرى، ومصر يحميها أبناؤها، وليس الأمريكان والأتراك والبريطانيون".
واتهم الكاتب قطر بـ"تسخير" قناة الجزيرة "للنهش فى جسد المصريين"، معتبرا أن الفيلم "بمثابة إعلان حرب صريحة وواضحة".
"أعلى المعايير المهنية"
من جهته، يرى عماد الدين أديب في مقاله بصحيفة الوطن المصرية أن "مشروع عداء قطر لمصر مشروع عبثي لن يؤدي إلى فائدة أصحابه، بل سوف يضر بقطر حكومة وشعباً على المدى الطويل".
بالمقابل، انتقد عبد الله العذبة رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية الهجوم الذي شنه إعلاميون مصريون ضد قناة الجزيرة وفيلمها الوثائقي.
وتساءل العذبة في مقال بالصحيفة "هل تخاف سلطة بكل هذه الأجهزة الأمنية، وتعتبر نفسها «مسمار» الاستقرار العالمي وقائدة معركة دحر «الإرهاب»، قناة إخبارية…؟".
ومضى قائلا "إن شماعة «الجزيرة» التي تتردد حالياً في أروقة إعلام السيسي بأنها تعمل على إشعال الغضب تجاه السلطة، أصبحت «مملة». وهذه الرعشة وذاك الخوف من مجرد فيلم وثائقي مهني في قناة إخبارية، يكشفان أننا إزاء نظام «كرتوني هش»".
كما اعتبر أن "«الجزيرة» في تغطيتها للشأن المصري، وغيره من شؤون المنطقة، تتبع أعلى المعايير المهنية".
"تهاوي" المعارضة المسلحة
وفي الشأن السوري، علق عدد من الكتاب على ما وصفوه بـ"فشل" المعارضة المسلحة في مقابل نجاح قوات الحكومة السورية في استعادة السيطرة على العديد من الأحياء في حلب.
يقول محمد بلوط في صحيفة السفير اللبنانية إن "التكتيكات القتالية التي اتبعها الجيش السوري هي السبب الرئيسي في تحقيق انتصار حلب"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "أبلغ المؤشرات على نجاحه، جاءت من رعاية الروس أيضاً لاتصالات دبلوماسية على أعلى المستويات مع الجانب التركي، لاحتواء أي رد فعل ممكن".
ويضيف الكاتب "عمل الروس والسوريون على تصديع الجبهة الداخلية للمجموعات المسلحة في شرق حلب في استراتيجية لعزل المسلحين عما تبقى من سكان في شرق حلب".
ويقول صهيب عنجريني في صحيفة النهار اللبنانية إن "التهاوي السريع الذي مُنيت به المجموعات المسلّحة في مدينة حلب أسفر عن استعادة الجيش السوري عدداً من أكبر الأحياء الخارجة عن سيطرته منذ سنين".
ويضيف عنجريني أن "أبرز أسباب فشل المعارضة بشقّيها السياسي والمسلّح وضمناً 'الجهادي' على مدار السنوات الماضية هو غياب أي استراتيجيّة واضحة".
ويقول سعد بن عبدالقادر القويعي في صحيفة الجزيرة السعودية إن "ما يحدث في حلب محاولة لإفراغ المدينة من سكانها، وتمهيد لاجتياحها، وتغيير تركيبتها الديموغرافية، التي ترقى -بلا شك- إلى جرائم حرب؛ كونها تصب في سياق مخطط تقسيم سوريا".
على الجانب الآخر، يقول محي الدين المحمد في صحيفة تشرين السورية إن "سكان حلب في الأحياء المختطفة من الإرهابيين باتوا يتنفسون الصعداء وهم يعيشون الأمل الآن باقتراب الفرج مع تقدم الجيش العربي السوري لإنقاذهم وتحرير ما تبقى من أحياء حلب التي يسيطر عليها الإرهابيون".
ويشدد الكاتب على تصميم قوات الحكومة السورية استعادة السيطرة على كامل حلب في ظل "تصدع خطوط دفاع الإرهابيين في الأحياء الشرقية المتبقية تحت نار إرهابهم"