صحف عربية تحذر من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على العالم العربي
تناولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية من جديد تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة على العالم العربي والدول الإسلامية.
وحذرت العديد من الصحف من مغبة تلك الخطوة التي يراها أغلب المعلقين أن تكون "أول مسمار في نعش الاتحاد الأوروبي" الذي سيعاني من نتيجة الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا.
"أول مسمار في نعش الاتحاد الأوروبي"
قال طارق الدخيل في جريدة البيان الإماراتية: "بالتأكيد، خروج بريطانيا هو أول مسمار في نعش الاتحاد الأوروبي أو اليورو، وسيكون بداية الربيع الأوروبي".
وتناول محمد السعيدي بصحيفة الوطن السعودية تداعيات الحدث من الزاوية الاقتصادية، واصفاً يوم الاستفتاء بأنه "يوم أسود بامتياز بالنسبة لأرباب المال، وحملة الأسهم في الأسواق العالمية قاطبة". وأضاف السعيدي: "لعل الوقت ما يزال مبكرا، للقول إن بريطانيا ستشهد الأيام القادمة أياماً صعبة، لكن المؤشرات على ذلك بدأت تفصح عن ذاتها، وليس علينا سوى الانتظار".
وفي السياق ذاته، وصفت جريدة الوطن القطرية بريطانيا بأنها وقعت "في مستنقع الفوضى"، مشيراً إلى أن الحكومة البريطانية نفسها "كانت منقسمة على نفسها قبل الاستفتاء لكنها بعد الاستفتاء أصبحت أكثر انقساما لاسيما بعد إعلان رئيس الحكومة المؤيد للبقاء استقالته بحلول شهر أكتوبر القادم وبالتالي سيخرج هو وكل المؤيدين للبقاء من الحكومة بينما يستعد المؤيدون للخروج لتشكيل الحكومة الجديدة ".
وفي جريدة الجزيرة السعودية، كتب محمد سليمان العنقري: "استمرار البريطانيين باتجاه هذا الطلاق مع أوروبا… يعني اتجاه بريطانيا نحو تحول سياسي داخلها يؤسس لمرحلة مختلفة عالميا تتيح لها أن تكون قائدا مؤثرا لتحالفات وعلاقات جديدة بعيدا عن مصالح الاتحاد الأوروبي تبقيها أحد الأقطاب السياسية والاقتصادية".
"العالم الإسلامي في قلب المعاناة"
وحول تأثير نتيجة الاستفتاء على العالم العربي والدول الإسلامية، ناقش كمال أوزتورك في جريدة الشرق القطرية التوقعات المستقبلية، قائلا: "لن يكون هناك تغيير في الملف السوري، لاسيما أن الدول الأوروبية ليست هي الفاعل الأساسي في القضية السورية… وفي ملف اليمن والعراق ".
وتوقع الكاتب "حدوث تحسن ما في المناطق التي تلعب فيها أوروبا دورًا أكثر فاعلية، مثل مصر، وليبيا، والجزائر، سيما مع تصاعد حدة التنافس بين فرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا".
ولم يستبعد أوزتورك "اندلاع حرب عالمية ثالثة"، محذراً: "في مثل هذه الحالة، تأكدوا أن العالم الإسلامي سيكون في قلب تلك المعاناة، لأن تلك الدول ستُجري حرباً بالوكالة على أراضينا".
ودعا الكاتب العالم الإسلامي إلى "جمع قوانا وأن نسعى لإقامة نظام جديد"، مؤكدا أن "هذه المسألة باتت تشكل حاجة ملحة جدًا بالنسبة لنا".
وعلى نفس المنوال، كتبت منى عباس فضل في جريدة الوطن البحرينية أن "هناك الكثير مما يُقال لكن الذي لا جدال فيه، تأثر الاقتصاد البريطاني سلباً بإلغاء أيٍّ من الاتفاقيات التجارية والمالية والاستثمارية مع دول الكتلة الأوروبية الموحدة التي يزيد عدد سكانها عن 400 مليون نسمة، وبريطانيا ستكون صغيرة وضعيفة لن تستعيد دورها القيادي عالمياً".
وحذرت فضل من "تقوية وضع الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة قومياً وعنصرياً، وأكثر ضحايا تطرفها الجاليات العربية والإسلامية".
من جانبه، كتب عماد العريان في جريدة البيان الإماراتية أن "قضية اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين انفجرت في وجه أوروبا بقوة في العام الماضي على وجه الخصوص وتسببت بخلافات أوروبية حادة في كيفية التعامل مع الأزمة، ولكن الأخطر أنها أثارت مخاوف الشعوب الأوروبية بشكل كبير" وهي من أهم أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف عريان: " الاستفتاء البريطاني يعني أن الانتهازية الأوروبية في التعامل مع قضية اللاجئين ربما كانت سبباً فيما يتعرض له اتحادها حالياً، وقد يكون بداية لتفسخ تام وانهياره بالكامل".
"فشل سياسي"
وينتقد مصطفى اللباد في جريدة السياسة الكويتية "فشل كاميرون السياسي". كتب اللباد يقول: "شهد العالم قبل أيام مثالاً ناجزاً على أن التاريخ يمكن أن يكتبه الفشل السياسي، وليس المنتصرون حصراً كما جرت العادة وساد الاعتقاد. دخل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التاريخ من باب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باستفتاء شعبي، ليذهب مثالاً مدوياً على الفشل السياسي".
وأضاف: "لم تعصم كاميرون السنوات الست التي قضاها رئيساً للوزراء ولا خبرته الطويلة في حزب المحافظين، من التغليب الفادح للتكتيكي على الاستراتيجي وللانتهازية السياسية على المصلحة العليا".
وحذر اللباد من أن "غلطة كاميرون بألف، وستدفع بريطانيا قبل غيرها ثمناً غالياً لها في المقبل من السنوات".
وتوقع وسيم إبراهيم في جريدة السفير اللبنانية أن "الحساب الأوروبي سيكون طويلاً مع بريطانيا". وأشار إلى أن القادة الاوروبيون سيجتمعون اليوم لوحدهم، بلا كاميرون … وسيناقشون أي صفحة جديدة يجب كتابتها الآن في تاريخ أوروبا. الأهم أن تكون صفحة وحدة تبعد أشباح التفكك الواقعية"