نص حوار رئيس اتحاد الصحفيين العرب لجريده الانباء الكويتيه
نص حوار رئيس اتحاد الصحفيين العرب لجريده الانباء الكويتيه
مؤتمر «دور الإعلام في مكافحة الإرهاب» سيصدر وثائق مهمة تُرفع إلى المنظمات الدولية لتنفيذها على المستويات العالمية
ميثاق شرف إعلامي عربي يضمن «الحرية والمسؤولية» وسيكون شبه ملزم لجميع الدول
الإعلام قد يسهم في نشر الإرهاب من خلال الأخبار الكاذبة التي تخفض المعنويات وتؤدي إلى تراجع الاقتصاد والإضرار بالسياحة والاستثمار
على المؤسسات الرسمية في البلدان العربية أن تتلمس ما يحتاجه المواطن وتسرع في إنجاز ما يتطلع إليه
الأداء الإعلامي العربي لم يصل إلى مرحلة الجودة وأغلب مؤسساتنا تتحدث مع بعضها ولا تتواصل مع الخارج
الاتحاد يحث الحكومات العربية على إلغاء القوانين السالبة للحريات وإخلاء سبيل أي صحافيين محتجزين على ذمة قضايا الرأي والنشر
الصحف الورقية مازالت مؤثرة لكن عليها أن تطور من أدواتها ووسائلها للحفاظ على رصيدها لدى الجماهير
القاهرة – حوار: هناء السيد
هنأ رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي الكويت بمناسبة عرسها الديموقراطي وانتخابات مجلس الأمة التي أجريت منذ أيام، معتبرا أن الكويت نموذج مميز للديموقراطية الراقية والهادئة. وثمن اللامي في لقاء خاص مع «الأنباء» دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ودعمه للشعب العراقي وحرص سموه على تعزيز العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين، لافتا إلى إنجازات سموه في لم الشمل العربي، فضلا عن دوره الإنساني الكبير، والذي توج بمنح سموه لقب «قائد الإنسانية». وأعلن اللامى عن انطلاق استعدادات الاتحاد لعقد مؤتمر دولي بعنوان «دور الإعلام في مكافحة الإرهاب»، والذي سيقام خلال العام 2017، تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور عدد من زعماء ورؤساء دول عربية ومنظمات عالمية.
وأشار إلى أن الاتحاد يبدأ في الإعداد لميثاق شرف عربي إعلامي متكامل تشارك في إعداده عدة جهات من مختلف الدول العربية، ويتضمن الحرية والمسؤولية وفق معايير وأسس دولية لضمان حرية الصحافة، وسيكون هذا الميثاق شبه ملزم للدول العربية، مؤكدا أن الاتحاد يرفض حبس أي صحافي على ذمة قضايا رأي ونشر، وأن هناك جهودا تبذل على مختلف الأصعدة وزيارات إلى بعض الدول للتشاور والحث على إطلاق سراح الصحافيين المحبوسين، مضيفا أن هناك جملة من المعطيات للضغط على الحكومات.
وبينما أكد اللامي أهمية الإعلام أشار إلى أنه قد يسهم في نشر الإرهاب من خلال الأخبار الكاذبة التي تؤدي إلى انخفاض معنويات الشعوب والجنود وتؤدي إلى تراجع الاقتصاد والإضرار بالسياحة والاستثمار. وأشاد رئيس اتحاد الصحافيين العرب بدور النائب الأول لرئيس الاتحاد الزميل عدنان الراشد، معتبرا أنه «دينامو» الاتحاد، حيث يبذل جهودا كبيرة تسهم في دفع مسيرة الاتحاد وتعزيز دوره من اجل الصحفيين العرب ودعم قضاياهم وحمايتهم.
وفيما يلي التفاصيل:
كيف ترى وضع حرية الصحافة في الكويت؟
٭ بداية نهنئ الكويت بعرسها الديموقراطي، حيث انتهت منذ أيام انتخابات مجلس الأمة وهي تأتي دائما بمعايير عالية من الشفافية والنزاهة، كما أن الكويت تعتبر نموذجا مميزا للديموقراطية الراقية والهادئة، وهنا لابد أن نشيد بحكمة وحنكة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وإنجازاته في دعم مختلف القضايا العربية ولم الشمل العربي، إضافة إلى دوره الإنساني الكبير، والذي توج بمنح سموه لقب «قائد الإنسانية». ولا أنسى بالطبع دعم سموه للشعب العراقي وحرصه على تعزيز العلاقات التي تربط بين البلدين.وبالنسبة لحرية الصحافة في الكويت، فهي مشهود لها على المستوى العربي والإقليمي والدولي، إذ تتمتع بالحرية المسؤولة، وهي نموذج يقتدى به في التنوير والتثقيف.
ما موقفك من مطالب نقابة الصحفيين التونسيين بنقل مقر الاتحاد خارج مصر؟
٭ لم أتلق أي خطاب رسمي بشأن هذا الطلب، ومقر الاتحاد مستمر في مصر، وقد تحدثت مع نقيب الصحافيين في تونس، ونحترم رأي كل نقابة عربية عضو في الاتحاد وموقف الاتحاد داعم لوجودنا في مصر وللدولة المصرية، ولم نقبل بيان تونس لأننا نعتز بالجيش المصري والدولة المصرية، ونتشرف بوجودنا في مصر وحتى لو خيرونا أن نسكن في مصر.
ما الآليات التي وضعها الاتحاد استعدادا لمؤتمر «دور الإعلام في مكافحة الإرهاب»؟
٭ عقب اللقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، عقدت الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب اجتماعا بالعاصمة البحرينية المنامة لمناقشة الاستعدادات للمؤتمر، وكلف الاتحاد أعضاءه بالبدء في التجهيز له، والتقينا بمسؤولين في الخارجية المصرية والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للتنسيق للمؤتمر.وتم الاتفاق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن تكون العلاقة المستقبلية نوعية ومتطورة، مشيرا إلى أن «أبو الغيط» أكد دعمه «للصحفيين العرب» وأن جامعة الدول العربية تدعم العراق في الوحدة العربية ورفضت التدخل في شؤونه وأكدت قدسية حدوده.وقد أبدى الاتحاد سعادته بمستقبل البلدان العربية وخاصة مصر، والتأكيد على أن مصر ستعود قوية ومؤثرة على المستوى العربى والدولي وأن الخطط والبرامج الان أصبحت واضحة وجلية أمام العالم في مجال البنية التحتية للطرق والجسور والموانى والسكن وكل شىء.
كيف ترى أهمية المؤتمر في ظل الظروف التي تمر بها المنطقه العربية؟
٭ المؤتمر غاية في الأهمية وستحضره مؤسسات إعلامية ومراكز بحوث ودراسات استراتيجية لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى شخصيات تمثل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وشخصيات إعلامية وأمنية وزعماء سياسيين أيضا، وذلك بهدف الخروج بتوصيات ناجحة لمواجهة الإرهاب، موضحا أن المؤتمر سيكون نقلة نوعية في تاريخ البلدان العربية، كما ستصدر وثائق مهمة سيتم تقديمها إلى منظمات دولية وبالأخص الجمعية العامة للأمم المتحدة لوضعها كوثائق رسمية، للبدء في تنفيذ هذه التوصيات على المستويات العالمية، خاصة أن الإعلام قد يساهم في نشر الإرهاب، ومن أهمية المؤتمر أيضا أنه سيعقد بمصر وهي من البلدان القليلة التي عانت من الإرهاب، واستطاعت أن تنتصر عليه بشكل ليس نهائي.
سلاح الإعلام لكن كيف يؤثر الإعلام في نشر الإرهاب؟
٭ من خلال الأخبار الكاذبة والموجهة التي ينشرها تتسبب في هبوط معنويات الشعوب والجنود، وتؤثر بالسلب على اقتصاد البلاد والإضرار بالسياحة والاستثمار، وأيضا عن طريق التنظيمات الإرهابية التي تعمل فيه، فالعدو يستخدم الإعلام ويعلم جيدا مدى تأثيرها، عن طريق الفيديوهات والصور المفبركة التي ينشرها بتقنية عالية ليسهل تصديقها بهدف التأثير على الناس. ويجب على المؤسسات الرسمية في البلدان العربية أن تعلم ما يحتاجه المواطن لتتعامل معه وتسرع في إنجاز ما يتطلع إليه الناس، فالخبر الرئيسي لديها «لقاء الأمير أو الرئيس أو الزعيم» وليس الذي يحرك الشارع، وأن تغير من طريقة معالجة الموضوعات الإعلامية، وأن تكون على علم بالعدو الذي نتعامل معه حتى لا تسمح بحدوث الجريمة.
ما الموضوعات التي سيتناولها المؤتمر؟
٭ هناك جلسة افتتاحية رسمية بحضور زعماء دول ووزراء الإعلام العرب وشخصيات سياسية، وعقب الجلسة الافتتاحية سنعقد لجانا تضم ورش عمل لمناقشة دور الإعلام، وكيفية مواجهة الإرهاب في ظل وجود الإعلام التفاعلي وتقنيات حديثة ومواقع تواصل اجتماعي، ومحركات بحث عملاقة يستخدمها الإرهاب ودول العالم، إلا العرب لا يعلمون كيفية التعامل معها، تنتشر بشكل سريع وتشكل خطورة على البلدان العربية، والحكومات لا تساعدنا في هذا الاتجاه، وبالتالي يجب أن يكون لدينا علم للتعامل معها.
أداء متوسط
كيف ترى أداء الإعلام في العالم العربي؟
٭ الأداء الإعلامي العربي متوسط لم يصل لمرحلة الجودة، وأغلب المؤسسات الإعلامية تتحدث مع بعضها ولا تتواصل مع المؤسسات الإعلامية بالخارج، لكي تصل رسالة الإعلام داخل البلاد وخارجها. وبالتالي فنحن نحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى الاحترافية، بجانب عوامل أخرى منها الدعم المالي، والعقول التي تحكم الإعلام الآن يجب أن تفكر.
حرية منقوصة
ماذا عن وضع حرية الإعلام في العالم العربي؟
٭وضع الحريات في العالم العربي سيئ، والعديد من البلدان مازالت لا توفر بيئة آمنة للصحافي، وهناك عمليات اعتقالات طالت الصحافيين، وأيضا الإفلات من العقاب لمن يقتل الصحافيين بالإضافة إلى وجود قوانين عديدة سالبة للحريات وأخرى تتسبب في حبس الصحافيين. والاتحاد لديه جولة في عدد من الدول العربية لإنهاء هذه الحالات، حيث نعمل على حث الحكومات العربية على إلغاء القوانين السالبة للحريات، وإخلاء سبيل الصحافيين المحتجزين على ذمة قضايا الرأي والنشر.
ما موقفكم من الاضطهاد الذي يتعرض له كثير من الصحافيين أثناء ممارسة عملهم في عدد من البلدان؟
٭ نتحرك بقوة لإطلاق سراح الصحافيين المحبوسين، ولدينا جملة من المعطيات للضغط على الحكومات، ولا يمكن ترك أي صحافي عربي خلف القضبان، فالحريات يجب أن تتاح للجميع، ونرفض حبس أي صحافي على ذمة قضية رأي أو نشر.
ما موقف الاتحاد من الفصل التعسفي بالمؤسسات الصحافية بالدول العربية؟
٭ الفصل التعسفي حالة عامة خصوصا بالصحف الورقية وهذه قضية خطيرة لا يستطيع الاتحاد وحده حلها، فهناك الآف من الصحافيين الذين تم تسريحهم من عملهم، ومئات المؤسسات التي ستغلق أبوابها بسبب الوضع الاقتصادي، وفي هذا الإطار قرر الاتحاد عقد اجتماع مشترك وورشة عمل بمصر في شهر يناير المقبل، بالاتفاق مع الاتحاد الدولي للصحافيين لمناقشة كيفية تدارك الوضع.
هل انتهى زمن الصحف الورقية؟
٭ لم ينته بعد، فمازالت الصحف الورقية مؤثرة ولديها مواقع إلكترونية تابعة لها لكنها ضعفت أمام التطور التقني وستظل تراثا، لكن عليها أن تطور من أدواتها ووسائلها للحفاظ على رصيدها لدى الجمهور.
معايير دولية
كيف جاءت فكرة ميثاق شرف إعلامي؟
٭ الاتحاد قرر إعداد ميثاق شرف إعلامي عربي نظرا لخطورة الوضع في البلدان العربية، فهناك حالات تجاوز من قبل السلطة التي تحاول قمع الحريات، وأيضا هناك تجاوزات من قبل الإعلاميين والصحافيين، بالإضافة إلى أن مواثيق الشرف في دول العالم غير ملزمة. وسيتم اللقاء والحوار مع البرلمانات والحكومات العربية والنقابات والاتحادات الصحافية العربية، لتشترك في إعداده جهات عديدة ويكون شبه ملزم عليهم وتطبيق النسبة الأكبر منه. وسيكون هذا الميثاق تحت لواء «الحرية والمسؤولية» وسيتضمن جميع المعايير الدولية في هذا المجال، ومن بينها إلزام الحكومات بعدم حبس الصحافيين، وتوفير بيئة آمنة لهم واحترام حرية الرأي والتعبير، وبالطبع ملاحقة المجرمين الذين يقتلون الصحافيين ويتعرضون لهم. وهناك بنود خاصة للصحافيين بنقل أخبار صحيحة ولا يتضمن معلومات مضللة، والالتزام بالمعايير المهنية والدولية