صحف عربية: من يُشعل “نار العنصرية” في الولايات المتحدة ؟
مع تواصل الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية ضد مقتل رجال سود برصاص الشرطة في الفترة الأخيرة، أدانت صحف عربية تصاعد العنف "العنصري" في البلاد وربط بعضها بين تصاعد التوتر العنصري وصعود نجم المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب.
وألقى بعض الكُتّاب باللوم على اليمين المتطرف، قائلين إن تزايد هذا النوع من العنف في أمريكا يصبُ في مصلحة ترامب.
وفي موضوع آخر، شنّت بعض الصحف الخليجية – خاصة السعودية منها – هجوما على النظام الحاكم في إيران واتهمته بتأجيج "الطائفية" في المنطقة، وذلك على خلفية مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي عُقد بالعاصمة الفرنسية باريس يوم السبت 9 يونيو/حزيران.
"نار العنصرية في المجتمع الأمريكي"
تتساءل فضيلة المعيني في صحيفة البيان الإماراتية عمّن "يشعل نار العنصرية في المجتمع الأمريكي"، وتقول إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب "هو الذي بدأ بالنفخ في هذه المنطقة الخطرة عندما بدأ حملته بالهجوم العنصري المقيت على العرب والمسلمين، متناسياً أن من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر".
وتضيف: "عندما دخل ترامب في منطقة السود والبيض في أمريكا، لم يدرك بجهله أنه اجتاز كل الخطوط الحمراء، وضرب على الوتر الحساس فاشتعلت العنصرية التي لا يمكن التكهن بنهايتها".
في السياق ذاته، يُعبّر صادق ناشر في صحيفة الخليج الإماراتية عن "مخاوف جدية من أن يكون صعود التطرف السائد حالياً في صيغته السياسية، ممثلة في بروز المرشح إلى الرئاسة دونالد ترامب، دليلاً على ملامح المرحلة المقبلة".
وفي صحيفة السبيل الأردنية، يقول حازم عياد إن ما حدث في أمريكا من عنف وعنف مضاد "ليس بالجديد على المجتمع الامريكي، إلا أن الظاهرة أصبحت محرجة وأكثر سخونة بعد وصول الرئيس باراك أوباما إلى سدة الرئاسة".
كذلك يرى الكاتب أن "المقاومة التي يبديها المتطرفون البيض من العرق الأوروبي المتفوق في أمريكا لمحاولات الاندماج والمساوة باتت أكثر عنفا ووضوحا ومنهجية، مغذية بذلك الانقسام الفكري والسياسي داخل الحضارة الغربية؛ ونجد انعكاسها بشكل واضح في الانتخابات الأمريكية والأوربية وصعود اليمين المتطرف والانقسام المجتمعي المتفاقم".
وعن حل الأزمة، يؤكد مازن حماد في الوطن القطرية في قراءة شخصية أنه "لا شيء سيضع الأزمة العرقية الأمريكية على طريق الحل إلا منح السود القدر نفسه من الامتيازات الممنوحة للبيض".
كذلك يقول إبراهيم الشيخ في أخبار الخليج البحرينية إن "أمريكا بحاجة إلى ربيع يحارب العنصرية، يقوده أبناء مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس، بحاجة إلى إعادة إحياء «الحلم» الذي كان يحلم به مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير".
"الوجه الآخر لإيران"
وعن مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي عُقد في باريس مؤخرا، يقول محمد الحمادي في الاتحاد الإماراتية إن هذ المؤتمر "هو الوجه الآخر لإيران، الوجه المستبعد والمضطهد، والذي يعمل النظام الإيراني على طمسه واستبعاده من المشهد السياسي الإيراني".
ويضيف الكاتب: "جميع دول المنطقة تدرك أن النظام في طهران يدعم الطائفية، ويغذي المذهبية في المنطقة، وأنه كان خلف كثير من المشكلات والأزمات والحروب في المنطقة، ولا يزال مصمماً على ذلك من منطلق حلم «تصدير الثورة» أو إعادة الأمجاد الفارسية".
وعن المؤتمر أيضا، تقول صحيفة عكاظ السعودية في افتتاحيتها: "هذا الحشد الهائل للمعارضة الشعبية الإيرانية ضد الديكتاتورية الحاكمة في إيران، يؤكد حتما على إرادة وعزيمة الشعب الإيراني لمقاومة حالة الطغيان والقمع التي انتهجها نظام ولاية الفقيه ضد الشعب، وزيف حركة الإصلاح الصوري التي يقودها روحاني، فالإصلاح الذي يدعيه هذا النظام الديكتاتوري لن يتحقق بزرع الفتن الطائفية وعشرات الميليشيات المسلحة لتهديد دول المنطقة وإرهابها، تحقيقا لأجنداتها التوسعية من خلال إشعال الحروب والمجازر الدموية في المنطقة، وقمع شعبها المتظلم في الداخل".
وفي صحيفة الوطن السعودية، يشن شافي الوسعان هجوما حادا على ما وصفه بـ"وحشية" النظام الإيراني، قائلاً: "لا نحتاج إلى التوقف عند هذه النقطة طويلا من أجل إثبات وحشية هذا النظام وقبحه وبشاعته، بعد أن باتت أهدافه واضحة ونواياه مكشوفة، ونحن على يقين أنه لن يفوِّت فرصة في تخريب بلادنا وزعزعة أمننا واستقرارنا؛ وتقسيمنا إلى طوائف متناحرة لسهولة السيطرة علينا وتصدير ثورة إمامه المقبور إلينا".
وفي صحيفة الجزيرة السعودية، يتحدث محمد آل الشيخ عن "حلم" يسيطر على رجال الدين في إيران بأن يبنوا "إمبراطورية فارسية صفوية تستطيع بقوة السلاح أن تهيمن، إما مباشرة أو عن طريق عملاء، على العالم الإسلامي" وأن النظام الحاكم في إيران "على استعداد أن ينفق الأموال بلا حساب" في سبيل تحقيق هذا الحلم.
وركز عدد من الصحف على رد الخارجية الإيرانية على المؤتمر وهجومها على مشاركة مسؤول سعودي في المؤتمر، إذ نقلت صحيفة الوفاق الإيرانية الصادرة باللغة العربية عن مصدر في الخارجية الإيرانية احتجاجه على مشاركة الأمير تركي الفيصل، الرئيس الاسبق للمخابرات السعودية، قائلا "إن فشل السعوديين وتمسكهم بالإرهابيين المكشوفين للجميع في هذا الاستعراض الهزلي يظهر، وكما انكشف في العراق وسوريا واليمن، أن الإرهاب والإرهابيين أداة لتمرير أهدافهم ضد الدول الاسلامية في المنطقة.
وركزت صحيفة الأخبار اللبنانية في تغطيتها في هذا الصدد على ما رأته زلة لسان في تصريحات الفيصل عندما خاطب رئيسة منظمة مجاهدي خلق مريم رجوي بقوله "وزوجك المرحوم مسعود"، بحسب حسين شيخ الاسلام، المدير العام للشؤون الدولية في مجلس الشورى الإيراني، الذي نقلت عنه قوله إن زلة لسان الفيصل كشفت السر الذي حاولت مجاهدي خلق اخفاءه في تأكيد وفاة مسعود رجوي بعد سنوات على غيابه من الساحة السياسية أثيرت فيها الكثير من التكهنات بشأن وفاته