في الصحف العربية: تصويت عالمي على عدالة القضية الفلسطينية
لاتزال القدس هي القضية الرئيسية في تغطية معظم الصحف العربية، خصوصاً بعد تصويت الجمعية العامة لرفض القرار الأممي بشأن القدس، ودعت الصحف إلى إيجاد خطة عمل دبلوماسية لدفع الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها.
ونبدأ من صحيفة العرب اللندنية حيث كتب خير الله خير الله يقول "لحقت هزيمة كبيرة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة. لكنّ هذه الهزيمة لا تغطّي على مأساة المدن العربية الأخرى، ولا تدعو إلى إعلان الانتصار على إسرائيل واستعادة القدس إلى السيادة العربية أو الفلسطينية".
ويتساءل في ختام مقاله عن "نوع القوّة التي يمكن للعرب استخدامها في الوقت الحاضر في التعاطي مع الولايات المتحدة" لأنه في رأيه "يبقى أي قرار من نوع القرارات التي تتخذها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في حاجة إلى قوّة تدعمه".
ويذهب خلف الحربي في عكاظ السعودية إلي أن "وجود خطة عمل عربية مشتركة وواضحة لخوض هذه المعركة الدبلوماسية الدولية سوف يجبر الإدارة الأمريكية علي التراجع عن قرارها أو تحويله إلي قرار عديم الأهمية".
وتقول الجمهورية المصرية في افتتاحيتها: "على الدبلوماسية العربية والإسلامية مواصلة الجهود والخطط بشرح الحقائق للممتنعين عن التصويت وحشد التأييد الدبلوماسي لعضوية فلسطين كاملة، وتمثيل دبلوماسي مع كل بلاد العالم، وتكوين جبهة عالمية قوية تتصدى للغطرسة الأمريكية والعدوان الصهيوني ".
من جانبها، تتعجب القدس الفلسطينية في افتتاحيتها من استمرار الانقسام في ضوء ما يحدث للقدس.
وتقول الصحيفة: "لا معنى للحديث عن المصالحة والقدس تتصدر المشهد العالمي هذه الأيام … الوحدة الفلسطينية الصادقة من أهم مقومات العمل على إنقاذ القدس من براثن القراصنة … هذا لا يختلف عليه اثنان عاقلان … سريان القدس في دماء الاحرار لا تبقي ولا تذر لأي أثر من اثار الانقسام والفرقة … اذا دخلت القدس في قلوبنا وبيوتنا وأجندات فصائلنا يجب أن تخرج الشياطين .. كل الشياطين وأولها شيطان الانقسام ".
"تصفية أمريكية" للقضية الفلسطينية
وتقول الرياض السعودية في افتتاحيتها إنه بهذا التصويت "وضع العالم أجمع الولايات المتحدة في موقف الدولة البعيدة عن الإجماع الدولي جراء اتخاذها قراراً أحادياً يطلق الرصاصة الأخيرة على عملية السلام في الشرق الأوسط".
ويصف عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية ما حدث في أروقة الأمم المتحدة بأنه "تصويت عالمي على عدالة القضية الفلسطينية ومشروعية الحق الفلسطيني".
يضيف: "من حق الفلسطينيين أن يحتفلوا بانتصار قضيتهم في الأمم المتحدة، فالعالم يظهر للمرة 'الألف'، أنه ما زال يقف موحداً مع عدالة هذه القضية وشرعيتها، برغم سياسات الضغط والابتزاز التي مورست على دوله "المستضعفة"، والتي انخرط بها، كما لم يحدث من قبل، الرئيس الأمريكي شخصياً وعدد من طاقم إدارته، في مقدمهم سفيرته في نيويورك نيكي هالي."
وتقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: "الولايات المتحدة بدت أمام المجتمع الدولي والشرعية الدولية دولة بائسة، ولم تنفعها عظمتها وقوتها وبطشها في ليِّ عنق الحق والحقيقة. فلسطين كانت وستبقى عربية وعاصمتها مدينة القدس باعتراف العالم".
كذلك يرى صادق الشافعي في الأيام الفلسطينية أن "الولايات المتحدة بهذه المواقف والتصرفات استعدَت العالم كله تقريباً، وباعت تحالفاتها وحلفاءها لصالح تحالفها ودعمها لدولة الاحتلال وسياساتها وأطماعها الاحتلالية والعنصرية".
ويشير محمد سويدان بالغد الأردنية في مقاله تحت عنوان " صفقة التصفية الأمريكية" إلي أنه "من المهم أن تظل السلطة الفلسطينية رافضة لأي دور أمريكي في عملية السلام. وألا تقبل أي ضغوط إقليمية أو دولية على هذا الصعيد. فالأمور واضحة، ما تعده واشنطن لن يكون أمرا جيدا للقضية الفلسطينية، وإنما حلقة جديدة من المؤامرات لتصفيتها".
وفي الشرق الأوسط اللندنية، قال إميل أمين "ثبت المجتمع الدولي أنه غير مرتهن للإرادة الأمريكية، بل إنه يرفضها رفضاً من الأعماق، سيما أن الرئيس ومندوبته لدى المنظمة الدولية تعاطيا مع العالم برمته بلغة فوقية، لغة تجاوزها الزمان، ويبقى قرار الجمعية العامة قيمة أدبية وأخلاقية، وإن لم يكُ ملزماً".