صحف عربية تبرز زيارة بابا الفاتيكان “التاريخية” لمصر
أبرزت صحف عربية، وبخاصة المصرية، زيارة البابا فرانسيس إلي مصر ولقاءه بالقيادات السياسية والدينية، وأكد معظم المعلقين علي أهمية الحوار بين الأديان من أجل "تذويب الخلافات وتقريب وجهات النظر".
ونبدأ من صحيفة الجمهورية المصرية التي وصفت الزيارة بأنها تاريخية وقالت إنها "تأتي في توقيت مهم عقب أعمال إرهابية استهدفت ضرب نسيج الأمة ووحدة الصف لتجسد تضامن العالم مع مصر في حربها ضد الإرهاب".
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بأن الزيارة تعتبر "رسالة سلام للعالم وترسيخ وتعزيز الحوار بين الأزهر والفاتيكان والتواصل والتسامح" كما أن "حفاوة الاستقبال من الشعب المصري لبابا الفاتيكان جسدت ملامح الود والحب والاحترام المتبادل وأن مصر واحة السلام والاستقرار بالمنطقة وأن مصر الأزهر هي منارة ترسيخ قيم السلام والعدل والإخاء ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب".
ويقول فواز الخريشا في الرأي الأردنية إن "سياسة التآخي والتعايش المتميزة (العفوية) الصادقة الراسخة التي تجمع بين المسيحيين والمسلمين في الأردن تعتبر نموذجاً مميزاً فريداً في العالم كله".
وشددت صحيفة الأهرام المصرية علي أهمية وضرورة حوار الأديان، مشيرة إلي أن زيارة البابا تعد بمثابة "مناسبة طيبة لتأكيد نبذ العنف بين الأديان، وقدرة أصحابها على التعايش والتقارب".
ويصف وحيد عبدالمجيد في الصحيفة ذاتها البابا فرانسيس بأنه يأتي "في طليعة المدافعين عن العدالة والإنسانية والحوار والتسامح وقبول الآخر والتجديد والتقريب بين الثقافات. ولذلك ليس مبالغةً وصفه بأنه البابا الأكثر تقدمية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية".
وإلى صحيفة الخليج الإماراتية التي وصفت لقاء شيخ الأزهر بالبابا فرانسيس بأنه كان "لقاء تاريخياً من حيث التوقيت، والمعنى والقيمة".
وأضافت الصحيفة "لم يكن الدين الإسلامي يوماً دين إرهاب، ففلسفة السلام في الإسلام واضحة بينة، لا تخفى إلا على كاره، أو موتور، أو حاقد، أو موبوء بالإرهاب، فالقرآن الكريم يؤكد على حقيقة الاختلاف بين الناس ديناً، واعتقاداً، ولغة، ولوناً، وإرادة الله شاءت أن يخلق عباده مختلفين، ويترتب على حقيقة الاختلاف في الدين حق حرية الاعتقاد، وهي تستلزم بالضرورة نفي الإكراه على الدين".
ويقول باسم الطويسي في الغد الأردنية إن "المهمة الكبرى في إعادة تعريف علاقة الاسلام والمسلمين المعاصرين بالأديان الاخرى، لا يقدر عليها إلا مصر، وبالأحرى لا تستقيم إلا بوجود مصر، للأسف مصر مكلومة في هذا الجانب، ولكنها تبقى الجهاز العصبي الفعلي الذي يعطينا الرسائل والإشارات عن حجم العافية والاختلالات، سواء في حياة الناس وقدرتهم على العيش المشترك أو في سلامة الفكر، في الوقت الذي يشهد فيه العالم موجة عالية من التصنيع السياسي للأديان والأفكار".
وفي السياق ذاته، يشدد الطويسي علي "أهمية إعادة ميلاد حوارات حضارية جديدة حول الأديان والأفكار والعيش المشترك حول المتوسط في الوقت الذي تتعرض فيه المسيحية العربية لأكبر محاولة اقتلاع منذ قرون طويلة، هدفها الأساسي تفريغ الشرق العربي من مواطنيه الأصليين".
لكنه يتساءل في الوقت ذاته عن مدي قدرة المؤسسات الإسلامية الكبرى والأزهر علي " طرح مبادرة إسلامية بحجم التحدي الراهن لفتح حوار حقيقي مع الغرب يبدأ بالكنيسة الكاثوليكية".
أما إميل أمين فكتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قائلا "مع تسارع الأحداث الإرهابية حول العالم والمحاولات الدؤوبة لقوي الشر والإرهاب لجر العالم إلي دائرة الصدام والقتال، أدرك أصحاب النوايا الطيبة أن هذا هو زمن الحوار والتلاقي والدعوة للقاء عوضاً عن الافتراق"