صحف عربية: هل يمكن أن يكون الزر النووي تحت تصرف شخص مضطرب!
اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم بتحليل شخصية وأفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي عرضت دول عدة في العالم "لعواصف سياسية شديدة" منذ توليه السلطة.
"الغطرسة والترامبية"
تحت عنوان "الترامبية في انحطاطها: محاولة للتفسير"، تقول صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها: "قرارات ترامب، بغض النظر عن أسبابها النفسية التافهة، بدأت تؤثّر بشكل فظيع على العالم، بدءاً من انسحابه من اتفاق باريس للمناخ، وتأجيجه نزعات التطرّف والإرهاب والعنصرية داخل أمريكا وخارجها، وقد أصابنا، عرباً وفلسطينيين، من هذه السياسات أكثر الأسهم سمّية وأذى".
وتضيف الصحيفة: "المؤسف أن دولاً عربيّة وضعت نفسها في موقع الحليف لسياسات ترامب، ووظفت قواها السياسية والمالية للترويج لها وتنفيذها على حساب الفلسطينيين والشعوب العربية، وهو أمر يجعل صراع الفلسطينيين أكثر صعوبة، لكنّه، من جهة أخرى، يجعلهم في جبهة واحدة مع أنصار الديمقراطية والمكافحين ضد العنصرية والغباء والغطرسة والترامبية في أمريكا، والمنطقة العربية والعالم".
أما محمد سويدان فيصف ترامب بالعنصرية، ويقول في صحيفة الغد الأردنية: "أقوال ترامب الأخيرة التي وصف فيها الدول الأفريقية والأمريكية اللاتينية بـ ̕أوكار قذرة ̔ ليست الدلالات الأولى على عنصرية رئيس الولايات المتحدة.. فهناك مئات من التصريحات والأقوال والأفعال التي تثبت عنصرية هذا الرئيس، خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه".
ويضيف: "ولكن الوصف العنصري الأخير لترامب، جاء في الوقت الذي يشكك الكثيرون في العالم بقواه العقلية وقدراته على قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وخصوصا بعد كتاب مايكل وولف ̕ نار وغضب ̔ الذي لم يتوانَ عن التشكيك بقدرات الرئيس ترامب العقلية، مبيناً أن الكثيرين من أسرته يشككون أيضاً بقواه العقلية".
" جرأة ترامب"
ويعتبر عودة عودة موقف ترامب المنحاز لإسرائيل أحد أهم سياساته، منتقداً قراره تجميد أموال من التمويل الذى تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).
يقول في الرأي الأردنية: "يبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب يسير على نفس الخطى لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو منذ استلامه هذا المنصب في أوائل التسعينات وحتى الآن في مهاجمته للأنروا رافضاً ديمومتها ويعتبرها بأنها تقوم ومنذ إنشائها بتخليد قضية اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من حلها وبشكل نهائي".
ويحدد مصطفى زين في صحيفة الحياة اللندنية أهم سمات سياسات ترامب على أنها "الجرأة" لا سيما فيما يخص الشأن الفلسطينى، والشرق أوسطي، وفيما يتعلق بقضايا الهجرة والمناخ.
ويقول: "سيعاني الشرق الأوسط الكثير في عهد ترامب. وقد يكون استمرار الفوضى والحروب في المنطقة، اعتماداً على قواها الذاتية، ما يميز هذا العهد عن سواه. فجرأة الرئيس ليست موضع شك".
على الجانب الآخر، انبرى أحمد الفراج في صحيفة الجزيرة السعودية للدفاع عن ترامب، والتشكيك فيما ورد عنه في كتاب "النار والغضب" للكاتب الصحفي مايكل وولف الذي كشف من خلاله عن أسرار حول ترامب وإدارة البيت الأبيض.
يقول: "كان ثاني أهم ما تم طرحه في هذا الكتاب الفضائحي، هو الزعم بأن ترامب مضطرب عقلياً! وبعيداً عن تعجل ترمب، وسهولة استفزازه، وعدم استماعه لأهم مستشاريه، إلا أنه يصعب تصديق مثل هذا الزعم، فأمريكا ليست جمهورية موز في حوض الكاريبي، بل إمبراطورية تحكم العالم … وبالتالي فلا يمكن التصديق بأن أمريكا، دولة المؤسسات العريقة، والتي تديرها أجهزة صلبة، ضمنها الاستخبارات المركزية (سي آي إي)، ستسمح تحت أي ظرف، أن تكون قيادة الجيش الأمريكي، والزر النووي، تحت تصرف شخص مضطرب عقلياً!"