الكويت ودّعته بعد مسيرة إعلامية حافلة فيصل القناعي.. نصف قرن من الإعلام الرياضي الملتزم
غيّب الموت الزميل فيصل القناعي أحد أركان الإعلام الرياضي في الكويت وصاحب العمل الدؤوب في هذا المجال الذي استطاع عبر ما يقارب النصف قرن من العمل وضع بصمة كبرى فيه.
ويعتبر الفقيد فيصل مبارك القناعي الذي ولد في السادس من أكتوبر عام 1950 أحد أعمدة الصحافة الكويتية والعربية، لاسيما في المجال الرياضي، وكان شاهدا ومعاصرا للإنجازات الرياضية التي حققتها الفرق الكويتية في المحافل الإقليمية والدولية.
وبدأ الفقيد القناعي مشواره الصحافي عام 1969 وعمل في العديد من الصحف اليومية وكان من المؤسسين لجريدة الجماهير اليومية التي صدرت في عام 1983.
وقد تقدم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بخالص العزاء والمواساة إلى عائلة القناعات بوفاة الراحل، وتضرع الغانم إلى المولى تعالى بأن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يحسن الله عزاءكم في مصابكم وأن يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان.
وشغل الراحل مناصب عديدة منها أمانة سر جمعية الصحافيين ورئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية ومستشار اتحاد الصحافيين العرب ورئيس تحرير مجلة الشهيد الصادرة عن اللجنة الأولمبية ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية وعضو لجنة الاتصالات باتحاد اللجان الأولمبية الدولية (الاكنو) وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية ورئيس اللجنة الاعلامية باللجنة الأولمبية الكويتية.
نال الراحل تكريمات عدة خلال مسيرته منها تكريم الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية وتكريم الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية وتكريم الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، ووسام الخدمة الطويلة من الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، وكذلك جائزة اللجنة الأولمبية الدولية للخدمات الرياضية المميزة عام 1989 أو 1990 وجميع هذه التكريمات من خارج الكويت.
ولد القناعي في الكويت وتحديدا منطقة شرق (فريج الجناعات) عام 1950، وبدأ تعليمه الدراسي في مدارس الكويت بداية في مدارس منطقة حولي ثم انتقل الى منطقة السالمية ودرس في (ثانوية السالمية) ثم ثانوية فلسطين في منطقة الرميثية، حتى تخرج في الثانوية والتحق في معهد المعلمين وتخرج مدرسا للتربية الفنية، وعمل مدرسا بعد تخرجه في وزارة التربية حتى تقاعده سنة 1995، اما حياته الصحافية فقد بدأها عام 1969، حيث بدأ محررا صحافيا وكاتبا وتدرج حتى تولى رئاسة القسم الرياضي في الزميلة «السياسة» منذ 1978 التي كتب فيها زاويته الشهيرة «أما بعد».
وعن بدايات عمله الصحافي، قال في احد احاديثه الصحافية: بدأت ميولي الصحافية منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة، فقد كنت متميزا في مهارات اللغة العربية الفصحى، وفي بدايات سبعينيات القرن الماضي وتحديدا عام 1971، كنت في العشرين من عمري، وكان الصديق د.مصطفى جوهر حيات صاحب الفضل علي لدخول عالم الصحافة، فقد اكتشف موهبتي في اللغة العربية، وقال لي لماذا لا تكتب في الصحافة، مقترحا ان يأخذ مقالا اكتبه الى الصحافي الرياضي الكبير في صحيفة السياسة آنذاك رمزي عبدالعال عطيفة – رحمه الله تعالى، وكان صديقا وصاحبا له، وقد اعجب عطيفة بما كتبته وبادر الى نشره، وأبدى دعمه وتشجيعه لي، وهكذا انطلقت وعمري 21 سنة اكتب في صحيفة السياسة في حين لم يكن في الكويت سوى صحيفتين يوميتين هما السياسة والرأي العام.
ومنذ الخطوات الأولى لانطلاقتي في هذا المجال قررت ان آخذ خطا التزم فيه المبدأ الذي اعتقد بصوابه وحقيقته، امارس العمل الصحافي من خلاله بكل امانة وشفافية والتزام، لا اتحول عنه ولا ابدله مهما تبدلت الظروف والمصالح طوال عملي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي
وعن أسباب اختياره المجال الإعلامي الرياضي، قال رحمه الله: لأنني كنت في بداية الشباب 21 سنة كما ذكرت وطبيعي ان تستهويني الرياضة اكثر من مجالات الادب او الثقافة والسياسة وغيرها، لا سيما ان الرياضة الكويتية في بدايات سبعينيات القرن الماضي كانت مهمة وتعيش العصر الذهبي، والصحافة كانت اكثر الوسائل انتشارا وفاعلية، فأجهزة المذياع واجهزة التلفاز كانت قليلة ومتواضعة، ولم تكن هناك وسائل اعلامية تنشر اخبار الرياضة كوسائل التواصل الاجتماعي الآن.
فالصحافة الورقية كانت الوحيدة المتاحة والمتوافرة وكانت وسيلة الترفيه والتثقيف والأخبار وتغطية الاحداث والفعاليات.
وحول مبادئه في العمل الاعلامي، التزم الراحل بمعايير عدة قائلا: المبدأ الذي التزمت به خلال مسيرتي الصحافية والاعلامية هو الايمان بالحقيقة. والايمان بالرأي وحرية التعبير عنه بكل شفافية وصدق.
فهذا المبدأ هو الخط الذي سرت عليه في كل مراحل حياتي فلم أتغير بتغير الظروف والأحوال، ولم أنتقل من تيار الى آخر، او من فكر لفكر، او من حزب لحزب، السبب ان الالتزام بالمبدأ مهما تغيرت الظروف والاحوال هو من اساسيات العمل الصحافي المهني، فالصحافي الذي لا مبدأ له ليس صحافيا بالمعنى المهني الدقيق للكلمة.