تشكيل حكومة إنقاذيّة جديدة قادرة على مواجهة التحدّيات والقيام بالإصلاحات الجذريّة المطلوبة
أكّد مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، بعد اجتماع عقده برئاسة النقيب جوزف القصيف، استهلّه بالوقوف دقيقة صمت وتأمل، وفاءً لشهداء انفجار مرفأ بيروت، طالبًا لهم الرحمة الواسعة، ومُواساة للجرحى سائلًا لهم الشفاء؛ على النقاط الآتية:
1- وجوب الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذيّة جديدة قادرة على مواجهة التحدّيات والقيام بالإصلاحات الجذريّة المطلوبة، وإعادة الثقة بلبنان بعد النكبات الّتي حلّت به.
2- الإسراع في التحقيق بانفجار المرفأ من دون إبطاء، منعًا لأيّ تأويل وتفسير، ووجوب إطلاع الرأي العام تباعًا على ما يحصل على هذا الصعيد تأكيدًا لجديّة التحقيق وشفافيّته.
3- وجوب أن تتحدّد المسؤوليّات في هذا الانفجار، وألاّ تكون هناك خيمة فوق رأس أحد، وإنزال القصاص العادل والرادع في حقّ من يثبت تورّطه المباشر أو غير المباشر عنه، لأنّ دم الشهداء اللبنانيّين وغير اللبنانيّين يستصرخ الضمائر بألّا يبقى من أوصلهم إلى هذا المصير، عن قصد أو إهمال، حرًّا، طليقًا.
4- تعويض الأضرار فورًا وعلى نحو عادل على كلّ الذين طاولهم الانفجار، وفق آليّات مبسّطة.
5- إنّ مرفأ بيروت تمتّع بموقع مميّز وممتاز كصلة وصل بين الشرق والغرب، وكان بوابة لبنان على العالم الأوسع عبر التاريخ. وأنّ النكبّة الّتي حلّت به لا ينبغي أن تكون ذريعة لانتزاع هذا الدور منه، وهذا ما يحتّم العمل السريع والمكثّف لإعادة ما تهدّم فيه من منشآت.
6- واكبت نقابة محرري الصحافة اللبنانية ما خلّف الانفجار من إصابات وأضرار طاولت الصحافيّين ومنازلهم وسيّاراتهم، والمؤسّسات الإعلاميّة. وهي تشكر الله أنّ الإصابات الّتي حلّت بهم تراوحت بين المتوسّطة والطفيفة، ولم تكن مميتة، واطمأنّت إلى وضع الزميلات والزملاء، طالبةً إليهم أن يوثّقوا ما حلّ بممتلكاتهم من أضرار للبحث في شأنها مع المراجع المعنيّة.
وتشيد النقابة بالمبادرات الشبابيّة والنخوة اللّافتة الّتي هبّت لمساعدة المتضرّرين في مختلف المناطق، وهي ظاهرة وطنيّة يُبنى عليها لمسقبل لبنان. كما تشيد بالجسم الطبّي التمريضي اللبناني الّذي تعامل بمسؤوليّة وحرفيّة مع الكارثة. وتحيّي شهداء هذا الجسم، كما شهداء الواجب من العاملين في الإطفاء والدفاع المدني والصليب الأحمر وفرق الإغاثة.
7- تدعو النقابة جميع اللبنانيّين، ولا سيّما الصحافيّين والإعلاميّين، إلى تعميق مشاعر الوحدة الوطنيّة الحقيقيّة في هذه الأحوال البالغة الدقّة، والتعاون معًا لتحفيز الدولة ومؤسّساتها وهيئات المجتمع المدني، وفي مقدّمها نقابات المهن الحرة، الاتحاد العمالي العام، والنخب اللبنانيّة للتصّدي لتداعيّات الأزمة، ورسم خارطة طريق للخروج منها، وقطع دابر أيّ محاولة لإثارة الفتن والفوضى.
8- تلقّت النقابة اتصالات ورسائل وبرقيّات وبيانات تعاطف وتضامن مع لبنان وصحافيّيه وإعلاميّيه من الاتحاد الدولي للصحافيين، الاتحاد العام للصحافيين العرب، نقابات الصحفيين في فرنسا، قبرص، إيران، فلسطين، مصر، الأردن، سوريا، العراق، السودان، الكويت، البحرين، السعودية، سلطة عمان، كردستان، تونس، المغرب، اليمن، جيبوتي، ومن عدد كبير من الزملاء اللبنانيّين والعرب والأجانب في الخارج. وأكّد هؤلاء وقوفهم إلى جانب لبنان وصحافته وإعلامه بكلّ الوسائل الممكنة. وقد شَكرت لهم النقابة اهتمامهم، معربةً عن تقديرها لعاطفتهم الّتي توفّر دعمًا معنويًّا للبنان في هذه الأوقات الحرجة.