جمعية الصحفيين العمانية تشهد أعمال الملتقى العُماني لصُنَّاع الإعلام،
عقدت أعمال الملتقى العُماني لصُنَّاع الإعلام، في دورته الأولى التي تحمل عنوان “الإعلام الرقمي وفرص التطور”، بمقر جمعية الصحفيين العمانية بمرتفعات المطار، تحت رعاية المكرم الشيخ عبدالله بن شوين الحوسني عضو مجلس الدولة رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان .
وقال الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية: إن ثورة تكنولوجيا الاتصالات أفرزت نمطا إعلاميا جديدا يختلف في مفهومه وسماته وخصائصه ووسائله عن الأنماط الإعلامية التقليدية؛ إذ أوجد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قنوات للبث المباشر في تطورٍ يُغيِّر من جوهر نظريات الاتصال المعروفة، ويوقف احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع وأكثر شمولية، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصوّرها خبراء الاتصال”، وأوضح أن ثورة المعلومات التي يعيشها العالم الآن أحدثت طفرة هائلة في الصناعة الإعلامية وأنماط استهلاك المعلومات وإنتاجها ونشرها والتشارك في مضامينها؛ حيث أدى هذا التطور إلى تقسيم القطاع الإعلامي إلى مجالين: “إعلامٌ تقليدي” يضم الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون، و”إعلام جديد” يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الإنترنت والهواتف المحمولة، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي.
وألقى المكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرؤية؛ البيان الافتتاحي للملتقى أوضح من خلاله أن الحديث عن الإعلام الرقمي يقودنا بالضرورة إلى استشراف مستقبل الإعلام التقليدي، المقروء والمسموع والمرئي، وسواء اتفقنا أم اختلافنا على الفترة الزمنية التي ستختفي فيها وسائل إعلام بعينها، إلا أن الغالبية العظمى من أبناء هذه المهنة ومنتسبيها يدركون حتمًا أن التطور التقني لن يدع مجالًا لمزيد من الاستمرار للإعلام التقليدي، وأخص بالذكر هنا الصحافة المطبوعة والبث التلفزيوني والإذاعي التقليدي، وأضاف أن ثورة الإنترنت- وما تلاها من تطورات غير مسبوقة في استخدام المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي- أحدثت نقلة نوعية في طبيعة المحتوى المُقدم للمُتلقي، وسرعة تقديمه وأيضًا آلية تقديمه. ومع الاعتراف بما أسهمت به وسائل الإعلام التقليدية في بناء الوعي الجمعي وقيادة الرأي العام، إلا أنها باتت أمام اختبار حقيقي وحرج، فلم يعد أمامها سوى طريق واحد، هو مواكبة التطورات الرقمية، وتطبيق أحدث التقنيات لتلبية تطلعات الجمهور، الذي لم يعد يبحث عن الخبر وحسب؛ بل يُريد ما وراء هذا الخبر، عبر التحليل والنقاش والحوار والتحقيق، وكلها أنماط صحفية وإعلامية ذات تقاليد عريقة. غير أن المُختلف في الأمر بالنسبة للإعلام الرقمي، يتمثل في آلية عرض هذا المحتوى وطريقة انتشاره.
تضمن الملتقى محورين، حمل الأول عنوان “تحديات تمويل التحول الرقمي في قطاع الإعلام”، واشتمل على عدد من أوراق العمل؛ حيث قدم الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي ورقة عمل بعنوان “معايير ضبط بوصلة الأداء الإعلامي الرقمي”، وقدمت منى بنت سليمان الكندية من المديرية العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الإعلام ورقة عمل بعنوان “تجربة وزارة الإعلام في المنصات الإلكترونية الإعلامية “منصة عين.. أنموذجًا”.
أعقب ذلك تنظيم انطلاق الجلسة النقاشية الأولى بعنوان “الإعلام الرقمي.. المعايير المهنية في مواجهة “الترافيك‘”، وشارك فيها كل من: الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي، وموسى بن عبدالله الفرعي رئيس تحرير صحيفة “أثير” الإلكترونية، وعاصم بن سالم الشيدي رئيس تحرير جريدة عُمان، ومنى بنت سليمان الكندية من المديرية العامة للإعلام الإلكتروني بوزارة الاعلام، ويوسف بن عبدالكريم الهوتي رئيس لجنة الحريات بجمعية الصحفيين العمانية.
فيما عُقد المحور الثاني بعنوان “الإعلام الرقمي.. وأزمة صناعة المحتوى”، واشتمل على ورقة عمل بعنوان “شبكات التواصل الاجتماعي ومواجهة الخلل المعلوماتي” قدمها أحمد عصمت مدير منتدى الإسكندرية للإعلام، فيما قدم محمد عبد الرحمن محمود المحلل الإعلامي ومؤسس “إعلام دوت كوم” بجمهورية مصر العربية ورقة عمل بعنوان “تحديات الإعلام الرقمي عربيًا”.
تلى ذلك، انطلاق الجلسة النقاشية الثانية بعنوان “رقمنة الإعلام وصناعة الوعي”، وشارك فيها كل من الدكتور محمد بن عوض المشيخي الأكاديمي والباحث في الرأي العام والاتصال الجماهيري، والمذيعة بثينة البلوشية، ومحمد عبدالرحمن المحلل الإعلامي ومؤسس “إعلام دوت كوم” بجمهورية مصر العربية، وأحمد عصمت.
وعلى هامش أعمال الملتقى تعقد اللجنة المنظمة ورشتي عمل يوم غد الخميس، الأولى حول “صناعة المحتوى الرقمي”، ويقدمها المحاضر أحمد عصمت، والثانية حول “التجربة الرقمية لصحيفة “أثير الإلكترونية”، ويقدمها موسى الفرعي رئيس تحرير “أثير”، أما ورشة العمل الثالثة حول “آليات تحقيق التأثير الإيجابي للإعلام”، ويقدمها الصحفي والمحاضر محمد عبد الرحمن.