واشنطن بوست: جامعات أمريكية عريقة تواجه تساؤلات بشأن علاقتها بالدوحة.. ست فروع لجامعات فى مدينة التع
قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجامعات الأمريكية التى لها فروع فى قطر، مثل جامعة جورج تاون، تواجه تساؤلات بشأنها علاقتها بالنظام المثير للجدل فى الدوحة والذى لا يُعرف عنه أنه يسمح بحرية التعبير. وأشارت الصحيفة إلى أن الكليات والجامعات الأمريكية تدير عشرات الأفرع حول العالم فيما يعكس عولمة سريعة فى المجال الأكاديمى، إلا أن تجربة الدوحة والتى يمولها أثرياء من دولة الخليج الغنية بالنفط والغاز تعد مقامرة هائلة. ولفتت الصحيفة إلى أن جماهير كرة القدم يتساءلون ما إذا كان الفساد قد ساعد قطر فى الحصول على حق تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022، فيما ينتقد أنصار إسرائيل فى الولايات المتحدة صلة قطر بحركة حماس وقيادتها فى قطاع غزة. بينما تدين جماعات حقوق الإنسان سجن الشاعر القطرى محمد العجمى، لنشره قصيدة اعتبرت إهانة للأمير. جامعة نورث ويسترن الأحدث وأوضحت الصحيفة أن جامعة نورث ويسترن ذهبت إلى الدوحة لتعليم الصحافة والإعلام، وهى مهمة صعبة فى بلد يفرض قيودا صارمة على الخطاب العام، وكانت الجامعة هى الأحدث فى سلسلة من الجامعات الأمريكية المرموقة التى جذبتها قطر لتكون ضمن مجمع هائل يقع على حافة الصحراء يسمى مدينة التعليم. وكانت الشروط سخية؛ الحرية الأكاديمية مكفولة، ومرافق عالمية المستوى وتغطية كاملة للنفقات، وكل ما قامت به جامعة نورث ويسترن هو وضع برنامج مثل الموجود فى حرمها الجامعى خارج شيكاغو، ودرجة علمية تحمل اسمها. وقالت إيفريت دينيس، عمد نورث ويسترن فى قطر، إنها كانت صفقة جيدة والمخاطرة الوحيدة كانت تتعلق بالسمعة، فالجامعة التى تعد من بين الأفضل فى تدريس الصحافة لا تريد معايير أقل لإرضاء أهواء شيوخ على بعد 7 آلاف ميل من بحيرة ميتشيجان. 320 مليون دولار سنويا لست جامعات ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن جامعات "جورج تاون" و"كورنيل" و"كارنيجى ميلون" و"تكساس إيه أند أم" و"فيرجينيا كومنولث"، كلها وقعت نفس الصفقة مع القادة القطريين، وأنفقت المؤسسة التى أسستها العائلة الحاكمة مليارات الدولارات على مدار 15 عام، وتحصل أفرع الجامعات الأمريكية الستة على أكثر من 320 مليون دولار سنويا من أجل تصدير تعليم نخبوى فى تخصصات تتراوح ما بين الطب إلى السلك الدبلوماسى والهندسة والفنون الجميلة، وتمكن القطريين من الحصول على درجة علمية أمريكية دون أن يغادروا منطقة الخليج. حرية التعبير فى مواجهة القيود السياسية ورصدت الصحيفة القيود التى تتعلق بتجربة الجامعات الأمريكية فى الدوحة، وقالت أن قطر تواجه شكوكا بشان ما يمكن أن تسمح به التعاليم الغربية فى مجتمع محافظ ثقافيا ياخذ الشريعة الإسلامية على محمل الجد. وبينما تثمن الجامعات الأمريكية الفكر المستقل وحرية التعبير، فإن العائلة المالكة فى قطر تملك السلطة المطلقة فى بلد لا يسمح بكثير من المعارضة السياسية. ويعترف قيادات الجامعات الأمريكية بالتحديات التى تواجههم فى هذا الشأن، فيقول جون ديجيويا، رئيس جامعة جورج تاون، إنهم موجودون فى منطقة وسياق معقدين، وأضاف أن الجامعة درست بعناية وبشكل شامل ما إذا كان المشروع سيقضى على القيم الأخلاقية الأساسية قبل توقيع الاتفاق فى عام 2005 لبدء عمل فرعها فى الدوحة لكلية الخدمة الخارجية. ويدخل هذا الفرع العقد الثانى، ويصر رئيس جورج تاون على أن جامعته اتخذت القرار الصحيح. إلا أن هارى لويس، العميد السابق بهارفارد يقول إنه يشعر بالقلق بشأن تقليد تجربة الكليات الأمريكية فى مجتمعات قد لا تكون القيم الغربية فيها قوية