نقابه الصحفيين المصريين تدعو رؤساء التحرير وكبار الكتاب والإعلاميين لاجتماع للدفاع عن الحريات الصحف
تؤكد نقابة الصحفيين أن الصحافة الحرة المسئولة هي القادرة على الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين، وتعلن النقابة تضامنها مع الدولة المصرية فيما تتعرض له من هجمة تستهدف النيل منها، وتدعو النقابة رؤساء التحرير وكبار الكتاب والمهتمين بالحريات الصحفية والاعلامية، لاجتماع عاجل بمقر النقابة الأربعاء القادم، لمناقشة كيفية التصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الدولة المصرية، ومناقشة أوضاع المهنة على قواعد الحرية والمسئولية في ظل الضربات التي تتعرض لها بدءًا من القيود المفروضة على الحريات، أو محاولة التدخل في عمل الاعلام، ومرورا بالمشهد الإعلامي الداخلي المأزوم الذي يعاني الفوضى والارتباك.
وتعلن النقابة إن صحافة غير حرة ومأزومة ومقيدة، لا يمكن أن تواجه ما يتعرض له الوطن من أزمات يلعب فيها الإعلام الغربي دورا خفيا لخدمة مخططات غربية تستهدف إحكام الحصار على مصر عبر ممارسات غير مهنية، وهو الأمر المرشح للتصعيد على خلفية أزمة سقوط الطائرة الروسية وتداعياتها.
وفي هذا الإطار فإن النقابة تشدد على أن أول طريق المواجهة مع الأخطار التي تتعرض لها الدولة المصرية إعادة التماسك للمشهد الإعلامي وإعلاء المصلحة العامة على المعارك الجانبية وإعادة الحضور لدور الإعلام الوطني في مواجهة الأخطار المحدقة بنا، عبر تحريره من القيود التي تكبله بدلا من تحويله لمنصة يحملها الجميع الأزمات التي تواجه المجتمع حتى وصل الأمر، لإعتبار الرئيس أن الإعلام يمر بكارثة، وأنه سيشكوه للشعب.. فيما تتواصل الانتهاكات بحق الصحفيين والاعلاميين.
ونقابة الصحفيين إذ تعلن رفضها للتجاوزات التي يرتكبها قطاع من الإعلاميين والصحفيين فإنها تؤكد على أن النقد البناء مهما اشتط في قوته وطبيعته، أو طبيعة من يتم توجيهه له هو السبيل لبناء دولة العدالة والحرية.. وتؤكد النقابة على أن الطريق لضبط الأداء الإعلامي، ووقف الانفلات على الساحة الإعلامية، والتصدي لحملات السباب والخوض في الحياة الشخصية للمواطنين، ونشر تسجيلاتهم الخاصة، لن يكون إلا عبر إصدار التشريعات التي تنظم المجال الإعلامي، والتي تقف جهات مجهولة وراء تعطيل إصدارها رغم انتهاء اللجنة الوطنية لوضع التشريعات الصحفية والإعلامية منها منذ أكثر من ثلاثة شهور.
وتلفت النقابة النظر إلى الجهود المضنية التي بذلتها الجماعة الصحفية، والإعلامية للانتهاء من التشريعات الصحفية على مدى أكثر من عام، وفي الوقت الذي بدأت الإجراءات الفعلية للخروج بالقوانين المنظمة للعمل الإعلامي للنور، فقد بدأ التربص بالمشروع بحجج واهية منها أنه يتعارض مع الدستور، أو أن الجماعة الصحفية والاعلامية مختلفة حوله، وفي ظل هذه الأجواء الملتبسة فإن على الجماعة الصحفية والإعلامية، وفي القلب منها نقابة الصحفيين أن تقوم بخطوة للأمام لضمان حرية الإعلام، وإعادة الاعتبار للمشهد الاعلامي وجمع كل العناصر الفاعلة فيه من أجل وضع خطة شاملة للتعامل مع الموقف الحالي بكل جوانبه وتعقيداته، ومساندة الدولة المصرية في معركتها ضد من يتربصون بها.
كما تدعو النقابة الرئيس والحكومة لسرعة مناقشة وإصدار قوانين تنظيم الصحافة والإعلام، وحرية تداول المعلومات. كما تشدد على أهمية إصدار قانون تأسيس نقابة الاعلاميين، والتي يأتي على رأس مهامها صياغة ميثاق شرف للعاملين في الحقل الإعلامي يعيد ضبط المشهد الإعلامي من جديد على قواعد الحرية والمسئولية.
إن بداية الخروج من المأزق الذي يتعرض له الإعلام المصري والدولة المصرية لن يكون إلا بإطلاق الحريات العامة، وتكاتف الجماعة الصحفية والاعلامية وتصديها لمهامها، من أجل إعلام حر ومسئول قادر على مواجهة الأخطار والقيام بمهامه في الدفاع عن الحقوق والحريات، ولذلك فإن النقابة تهيب بجميع المهتمين بالشأن المهني أن يتجمعوا معا للاتفاق على إطار عام دفاعا عن قضايا الوطن والمواطن وحريته وحقه في إعلام حر ومسئول يدافع عن قضاياه ويضمن للجميع حقوقهم.
وتشدد النقابة على موقفها الثابت من أنه لا إعلام بلا حرية.. ولا حرية بدون مسئولية وقوانين تضبطها وتضبط المجال الاعلامي .