صحف عربية تناقش الأوضاع في حلب والهدنة في اليمن
تنوعت اهتمامات الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية ما بين تطورات الأزمة السورية، والهدنة اليمنية وموضوعات أخرى.
فقد علق كتاب على الأوضاع في شرق حلب، التي تشهد معارك بين أطراف الصراع للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وتوقع بعض الكتاب أن يكون وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مؤشرا على تحول في الأزمة.
فقالت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها إن حديث الأمم المتحدة عن "لحظة قاتمة" يواجهها سكان شرق حلب "مرشحة لأن تكون أكثر قتامة وأكثر دموية، والشعب السوري هو من يدفع الثمن".
وترى الصحيفة أن "الأزمة السورية خرجت من مسار الحل السياسي الذي لم نعد نسمع شيئا بخصوصه ولا حتى دعوات اللجوء إليه، على عكس الحل العسكري الذي أصبح سيدَ الموقف دون منازع، والحلَ الوحيد على طاولة النزاع".
وترجع الصحيفة السبب في ذلك إلى أن "القوى الدولية لم ترَ في الحل السياسي مخرجاً توافقياً للخروج من النفق المظلم للأزمة السورية عبر قرارات حازمة تجبر أطرافها على الجلوس إلى طاولة التفاوض وصولاً إلى حل شامل متكامل يضع سورية على خط الحل السياسي التوافقي".
من ناحية أخرى، قال ناصر منذر في صحيفة الثورة السورية إن الولايات المتحدة لم "تستغل فرصَ التهدئة التي تقدمها سورية وروسيا، على الأقل لحفظ ماء وجهها، بالضغط على مرتزِقتها في الأحياء الشرقية في حلبَ للخروج، أو كي يسمحوا للأهالي الرافضين لوجود الإرهابيين بمغادرة تلك الأحياء حفاظاً على أمنهم وسلامتهم".
ويرى أنه "رغم الجهود الحثيثة التي تقوم بها سورية وروسيا من أجل تطبيق الخطة الإنسانية الأممية في حلب، وتوفير الأرضية المناسبة لمساعدة الأهالي، يتشبث الإرهابيون بأوامر مباشرة من مشغليهم بمسألة منع الأهالي من المغادرة، وضرورة اتخاذهم دروعاً بشرية".
وفي صحيفة الوطن السورية، قال مازن بلال إنه مع فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية "ازدادت مساحة الاحتمالات، وأصبح الصراع في سورية يقف عند الرهانات المرتقبة في العلاقة بين موسكو وواشنطن".
ويرى أن هذا "لا يعني بالضرورة إيجاد مساحة لحل الأزمات بل سياسة مختلفة في رسم العلاقات مع القوى الدولية"، مضيفا أنه "من الممكن أن تصبح جميع الأحداث حتى بداية شباط القادم محاولات استباقية لإيجاد مناخ دولي وإقليمي، فكسر «احتمالات» ذهاب الرئيس ترامب باتجاه التصعيد يبدو أساسيا بالنسبة لموسكو، وهي تبدي مرونة باتجاه تعزيز ثقة جديدة مع الإدارة القادمة".
هدنة في اليمن
تعليقا على الهدنة التي أعلنت في اليمن لمدة 48 ساعة، قالت الشرق القطرية في افتتاحيتها إن هذه الهدنة "ربما تشكل فرصة جديدة وبارقة أمل أمام ملايين اليمنيين، الذين يواجهون أوضاعا إنسانية كارثية".
وأضافت أن الهدف من الهدنة "هو تسهيل جهود إحلال السلام وإدخال المساعدات الإنسانية".
لكنها ترى أن التحدي الأكبر أمام هذه الهدنة هو "ضمان مدى الالتزام بها، خصوصا من جانب الحوثيين وجماعة صالح"، الذين وصفتهم الصحيفة بأن "لديهم سجلا حافلا بالخروقات والانتهاكات لاتفاقات وقف إطلاق النار".
وفي جريدة الثورة اليمنية، يرى حسن الوريث أن اتفاق الهدنة الذي وُقِّع في مسقط هو "محاولة لإغلاق الملف اليمني" قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال إن "هناك نية لدى الإدارة الأمريكية الحالية ومعها السعودية لإغلاق الملف اليمني قبل وصول ترامب، الذي سيجعل تكلفة الحرب وفاتورتها أكبر وهذا سيشكل عبئا كبيرا على الموازنة السعودية التي تعاني كثيرا جراء تدخل النظام السعودي في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها".
حفرة بن عكنون
في الجزائر، علق بعض الكتاب على الحفرة الكبيرة التي أحدثها انهيار أرضي في الطريق السريع بين بن عكنون وزرالدة، ويعد أهم رابط بين غرب العاصمة والجهات الأخرى، وقد نتج عن الحادث التهام عدة سيارات وأوقع 14 جريحا.
وصفت حدة حزام في صحيفة الفجر ما حدث بأنه "جريمة" وأن وزارة الأشغال العمومية تتحمل المسؤولية الكاملة عنها.
وأضافت حزام أن "ما يخيف أكثر هو السرعة التي تعاملت بها الجهات المسؤولة مع الكارثة، ومحاولة ردم الحفرة في وقت قياسي، دون إيجاد حل لمجاري المياه التي انفجرت في جوف الأرض وأدت إلى الانهيار، دون إجراء دراسة لمعرفة الأسباب المؤدية إلى الانهيار".
وفي الشروق الجزائرية، قال جمال لعلامي إن "الكوارث أصبحت تفضح الغش والتدليس والإهمال واللامبالاة والحلول السهلة".
وأضاف لعلامي أن "محالة تبرئة اليد البشرية من مختلف الأخطاء والخطايا لا يُمكنه بأي حال من الأحوال أن يُعالج المرض".