. الكويت تودِّع أحمد يوسف بهبهاني
ودّعت الكويت أحد رواد الإعلام والاقتصاد في الكويت أحمد يوسف بهبهاني عن عمر يناهز الـ 79 عاما بعد مسيرة مهنية حافلة.
وبعث الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى أحمد يوسف محمد بهبهاني، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه بوفاة فقيدهم، مستذكرا سموه مناقب الفقيد وإسهاماته المقدرة في الإعلام الكويتي، لاسيما في مجال الصحافة وطيلة مسيرته الإعلامية الحافلة بالبذل والعطاء، سائلا سموه المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
وبعث ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى أحمد يوسف محمد بهبهاني، ضمنها سموه خالص تعازيه بوفاة فقيدهم، مبتهلا سموه إلى المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.
ويعتبر بهبهاني – رحمه الله – أول كويتي وخليجي يترأس اتحاد الصحفيين العرب، كما شغل الراحل منصب رئاسة جمعية الصحافيين لأكثر من 29 عاما، وكان رئيسا شرفيا لحملة الشارة الدولية لحماية الصحافيين، وشغل عضوية المعهد الدولي للصحافة ومجلس إدارة جائزة الصحافة العربية في دبي وعضوية نادي لوس انجيليس للصحافة.
كما كان الراحل نائبا لرئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الكويتية ونائبا لرئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحماية حقوق الملكية الفكرية.
وترأس الراحل مجلس إدارة شركة دار اليقظة للصحافة والنشر الناشرة لمجلات: اليقظة، والاقتصادية الجديدة، ودلال، والأبعاد الخفية، وهي وهو.
ونعى الاتحاد العام للصحافيين العرب ببالغ الحزن والأسى المرحوم بإذن الله أحمد يوسف بهبهاني الرئيس الفخري لجمعية الصحافيين الكويتية ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين الكويتية السابق ورئيس الاتحاد العام للصحافيين العرب السابق.
وتابع الاتحاد: كان الراحل أحمد يوسف بهبهاني يقف الى جانب الصحافيين العرب بكل قوة وكذلك كان مدافعا قويا عن كرامة الصحافيين ولم يدخر أي جهد طوال حياته في خدمة الصحافة الكويتية والعربية وكذلك حرية الرأي والتعبير.
والاتحاد العام للصحافيين العرب يدعو الله عزّ وجلّ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وينزله فسيح جناته، وأن يلهم زملاءه الأعزاء في جمعية الصحافيين الكويتية وأسرته الكريمة الصبر والسلوان.
وتوجهت جمعية الصحفيين البحرينية بأحر التعازي إلى جمعية الصحفيين الكويتية و الأسرة الصحفية الكويتية و اتحاد الصحافيين العرب و أسرة الفقيد بوفاة المغفور له الأستاذ أحمد يوسف بهبهاني مستذكرة مناقب الراحل ومناصبه التي تولاها طوال مسيرته الاعلامية والاقتصادية
يعتبر بهبهاني – رحمه الله – من الرعيل الأول في مهنة الصحافة وصاحب مهنية عالية وكفاءة كبيرة وسمعة طيبة جعلته أحد رموز الصحافة الكويتية كما العربية، وأحد الكفاءات التي تضع بصماتها الناجحة على كل منصب يتولاه.
وتبوأ الراحل رئاسة جمعية الصحافيين لـ 10 دورات متتالية باستثناء مجلس 1990 – 1992 تمكن خلالها من قيادة الجمعية لتحقيق طفرة كبيرة في حرية الصحافة وإعلاء شأن حرية الكلمة، واستطاعت الصحافة احتلال مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية لحرية الصحافة.
سار الراحل على نهج التهدئة طوال حياته المهنية، ولم يحد عن الشعار الذي رفعه على مجلة اليقظة، وهو «صحافة راقية تحترم الجميع»، وبقي مؤتمنا على هذا الشعار، لم يعرف عنه الدخول في معارك أو مهاترات سياسية بالمطلق، ولم يدخل في سجالات أو ردود مع أحد حتى الذين يهاجمونه يبتعد عنهم ترفعا منه.
ويعتبر بهبهاني – رحمه الله – أول رئيس كويتي وخليجي لاتحاد الصحفيين العرب منذ تأسيسه عام 1964 في إنجاز سجل للكويت والخليج وعكس ثقة الدول العربية بالكويت ودورها الإعلامي البارز على المستوى العربي والاقليمي والدولي.
وكان الراحل قد صرح بعد فوزه برئاسة الاتحاد أنه سيبذل قصارى جهده لنجاح الاتحاد، لافتا الى أنها مسؤولية ضخمة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، وبعد الثورات التي مرت بها بعض دولنا العربية.
وقال إنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على إحداث نقلة نوعية في عمل الاتحاد والنهوض بدوره في خدمة القضايا العربية في المحافل الاقليمية والدولية، خاصة بعد أن عانى الاتحاد كثيرا خلال الأعوام السابقة، لافتا الى أن المواطن العربي سيشعر بهذا الدور سريعا.
وعمل – رحمه الله – على تحقيق الطموحات والآمال المعقودة على الاتحاد في النهوض بالإعلام العربي، وارتقى به نحو المزيد من الحرية والشفافية والمصداقية، وفتح مجالات جديدة لأنشطة مميزة ترفع من شأنه وترتقي بدوره كمدافع رئيسي عن القضايا المصيرية للأمة العربية والمواطن العربي.
ولما كان لمنصب رئيس اتحاد الصحفيين العرب من أهمية كبيرة، فقد وجه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برقية تهنئة في حينها إلى بهبهاني – رحمه الله – تمنى فيها سموه التوفيق لبهبهاني في خدمة قضايا الأمة، كما وجه إليه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد برقية مماثلة.
كان الراحل ـ رحمه الله ـ شخصية قيادية بارزة استطاع تحقيق الإنجازات والنجاحات في مختلف القطاعات التي تسلم قيادتها.
حصل على دبلوم إدارة الأعمال من جامعة جنيف في سويسرا وليسانس آداب قسم التاريخ من جامعة الاسكندرية عام 1970، حيث يبدأ رحلته المهنية التي كان النجاح فصلا من فصولها المتعددة والمتنوعة، فهو عضو سابق بالشركة الدولية الكويتية للاستثمار، الى جانب إدارته للعديد من الأنشطة التجارية الخاصة به وبعائلته الكريمة.
عاش في بيئة وأسرة امتهنت التجارة أبا عن جد، وأخذ الشهرة والتقدير والمكانة عن والده يوسف شيرين بهبهاني الذي جلب الوكالات وأسس الثروة. وهم من عائلة لها الأيادي البيضاء بعمل الخير ومساعدة الفقراء.
كان، رحمه الله، يحرص على إبراز فضل والديه عليه ويؤكد نصيحة والديه الدائمة له على ان يعمل بإخلاص ويتمسك بالدين الحنيف ويخلص للوطن الحبيب، وعلى انه يعمل لآخرته كأنه يموت غدا.
عالم الاقتصاد
وبعيدا عن الإعلام، يعتبر احمد يوسف بهبهاني، رحمه الله، من رواد القطاع المصرفي، حيث شغل منصب رئاسة مجلس ادارة البنك الأهلي منذ 2003 حتى استقالته عام 2014 لظروف صحية، حيث كانت له بصماته الواضحة وإنجازاته الكبيرة على البنك في جميع مجالاته المالية والإدارية والخدمات والمنتجات المصرفية.
وحول سياسته التحفظية، قال بهبهاني في أحد اللقاءات: «إن هذا الأداء الجيد للبنك الأهلي الكويتي هو ثمرة السياسات والاستراتيجيات المتحفظة والقرارات التي اتخذها البنك في ظل الظروف الاقتصادية السائدة والتحديات مع ضعف البيئة التشغيلية، لقد نجحنا في تدعيم الميزانية عن طريق رصد المزيد من المخصصات الاحترازية واستبدال الأصول بأصول أخرى ذات عائد أفضل وأكثر ضمانا، كما حافظ البنك على تصنيفه بالدرجة الاستثمارية مع وضع مستقبلي مستقر حسب التصنيف الائتماني لوكالات التصنيف الدولية الخارجية».
وقد ترك رئاسة مجلس إدارة البنك في العام 2014، وهو يملك قاعدة رأسمال قوية، ومعدل كفاية رأسمال يصل الى 24.01%، متوافقا بذلك مع تعليمات بازل 3 الجديدة، ما عزز من وضع البنك وقدرته على النمو وتوفير التمويل اللازم للشركات المحلية والعالمية داخل الكويت، بالاضافة الى تمويل الأفراد والشركات العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال فرعي البنك في دبي وأبوظبي، وحافظ البنك على تصنيفاته الائتمانية (A2) الصادرة عن وكالة التصنيف العالمية موديز، وتركه ولديه خطة لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وتحديث الأنظمة المالية واستخدام برامج ومعدات حديثة لمواكبة التطورات التي تحدث في مجال الصناعة المصرفية ولخدمة عملائه بشكل أفضل، وموظفين يتم تأهيلهم بشكل محترف من خلال أكاديمية الأهلي التي تقوم بإعداد برامج تدريبية بعناية لكي تمكنهم من تقديم أفضل الخدمات للعملاء.
فيما يتعلق برؤيته لاقتصاد الكويت ومستقبله، كان، رحمه الله، يطالب «بضرورة إقرار العديد من القوانين التي أصبح إقرارها مهما لإعادة هيكلة الاقتصاد ودفع عجلته الى الأمام، إضافة لإعطاء القطاع الخاص دوره في عمليات التنمية وتبسيط الإجراءات وتجاوز البيروقراطية والروتين لتشجيع المستثمرين وتجاوز حال الركود ومعالجة كل القضايا الاقتصادية بسرعة ودون أي تأخير، لأن التجارب بينت انه كلما تأخر الحل كانت تكلفته أكبر، لأن التأخير سيؤدي الى تعقيد المشكلة وتوسعها وبالتالي ازدياد تكلفة حلها ماديا ومعنويا، كما انه أدرك انه لا توجد عصا سحرية يمكنها حل جميع المشاكل دفعة واحدة، لكن المهم في نظره تحديد الأولويات، والبدء ببرمجة تلك الحلول ووضعها موضع التنفيذ تباعا وأن تتوافر الإرادة الصادقة لاتخاذ القرارات المناسبة».
وكان، رحمه الله، يعتبر ان حلول القضايا الاقتصادية سلسلة متصلة وربما كانت بعض القضايا تحتاج الى حلول مرحلية، بحيث ننتهي من مرحلة ثم نضع الحل للمرحلة اللاحقة، وفي هذا الإطار ليس المطلوب من مجلس الأمة ان يعالج كل القضايا الاقتصادية مرة واحدة وخلال فصل تشريعي واحد، وإنما المطلوب ان تتوافر الجدية، في علاج هذه القضايا وأن تعطى الأولوية وأن يشعر المواطنون بأن هناك اهتماما فعليا بعلاج تلك المشاكل وهذا بحد ذاته سيكون دافعا للاطمئنان والثقة من قبل المواطنين، مما سيسهل على الحكومة والمجلس بالتالي وضع الحلول وتنفيذها للقضايا الأكثر إلحاحا وبشكل تدريجي وليس بالضرورة ان تتم جميعها خلال فصل تشريعي واحد.
بدأت قصته مع الصحافة فصولها مبكرا منذ تأسيس مجلة «اليقظة» منذ صدورها عام 1967 ومجلة «دلال» التي شكلت اضافة مهمة في سوق المجلات النسائية منذ صدورها عام 1998، كما صدر عن شركة دار اليقظة مجلة الاقتصادية الجديدة والأبعاد الخفية، وهي نوع مختلف من المطبوعات، حيث تبحث عن الآفاق النفسية والطب البديل، ليثبت بهبهاني ان الصحافة صناعة كبرى لا يقوى على ادارتها والابتكار فيها والتفوق في اختباراتها ومواصلة مشاويرها الصعبة الا المؤسسات الكبيرة والمتطورة.
ورأى بهبهاني في لقاء سابق ان الصحافة هي مرآة المجتمع التي تعبر عن القضايا التي تهم الشعب الكويتي ومنها الصفحات الاقتصادية، اذ يعتبر ان مجتمعنا مجتمع تجاري منذ البدء، حيث اشتغل الكويتيون بالتجارة قبل ظهور النفط واصبحت الحياة الاقتصادية قائمة بالدرجة الأولى على التجارة ما انعكس إقبالا متزايدا على الصحافة الاقتصادية.
وأكد بهبهاني، رحمه الله، في لقاء صحافي سابق أن تأثير الصحافة الكويتية في صنع القرار السياسي يأتي من صانع القرار، فهو الذي يعرف مدى تأثره بما يكتب في الصحافة قبل إصدار قراره، ويؤكد أنه لابد ان يكون للصحافة أثر في صناعة القرار بما تنشره من معلومات وبما تنبه إليه من قضايا وما تقدمه من آراء غالبا ما تعبر عن مشاكل المواطنين ورغباتهم التي لابد ان يرعاها صانع القرار عند اتخاذه لقراراته.
الدعيج: رحيله خسارة كبيرة للكويت ولكل الأوساط الإعلامية الخليجية والعربية
نعى رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الشيخ مبارك الدعيج المغفور له بإذن الله تعالى رئيس جمعية الصحافيين الكويتية السابق أحمد يوسف بهبهاني، قائلا: إن رحيله خسارة كبيرة للكويت ولكل الأوساط الإعلامية الخليجية والعربية التي عرفته كاتبا ومعلما ورائدا من رواد الصحافة العربية.
وأضاف أن الفقيد الراحل ـ طيب الله ثراه ـ ترك بصمات واضحة وإنجازات ملموسة في المجال الإعلامي الكويتي والعربي منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، موضحا أن المرحوم كان ركيزة اقتصادية كبيرة ومهمة ساهمت في دعم الاقتصاد الوطني، إضافة إلى دوره الإعلامي الذي تخطى حدود الكويت وساهم في تعزيز الصحافة العربية.
وأشار إلى أن الفقيد الراحل ـ طيب الله ثراه ـ كان مدرسة إعلامية جامعة من خلال مؤسسة دار اليقظة للصحافة والطباعة التي كان يرأس مجلس إدارتها وأصدرت العديد من المطبوعات الأسبوعية والشهرية وعلى رأسها مجلة «اليقظة» و«الاقتصادية الجديدة» و«دلال» و«الأبعاد الخفية» التي فتحت أبوابها لاحتضان وتعليم وتأهيل العديد من الصحافيين الكويتيين