اللامي : لدينا مشروع مع جامعة الدول العربية، وسنعقد مؤتمراً قريبا لدعم الصحافة الورقية
أكد الكاتب الصحفي مؤيد اللامى، رئيس اتحاد الصحفيين العرب، أن الصحافة العربية تمر بظروف صعبة من حيث الحريات والتشريعات، محذراً من خطورة تغوُّل وسائل التواصل الاجتماعى وتهديدها للصحافة الورقية، واصفاً الصحافة المصرية بالعريقة والقوية والمؤثرة.وإليكم نص الحوار:-
ما وضع الصحافة العربية عموماً؟
– الصحافة العربية تعانى من صعوبات كثيرة كالتشريعات المجحفة التى تنال من حريتها فى بعض البلدان، والتى تمثل خطراً جسيماً، فضلاً عن المضايقات والاعتقالات، والتصفية الجسدية، لا سيما فى فلسطين.
هل تتفق مع بعض المزاعم التى تذهب إلى قرب اختفاء الصحافة الورقية؟
– هناك مشكلة عالمية تواجه الصحف الورقية تتمثل فى الضعف المالى، فسوق الإعلان أصابها الضعف فى أغلب دول العالم، وهناك صحف فى البلدان العربية أغلقت أبوابها بسبب عدم وجود تمويل، وبخصوص الصحافة المصرية أرى ضرورة تدخل الدولة لدعم صحفها كونها جزءاً من أرض وتاريخ وثقافة مصر، فضلاً عن كونها جزءاً من الأمة العربية التى تعلمت من مصر الكثير، والآن هناك هيئات صحفية إعلامية يترأسها كتّاب كبار، مثل مكرم محمد أحمد، وكرم جبر، ويجب أن يكونا داعمين للصحافة فى مصر.
ما ملامح العلاقة بين الاتحاد ونقابة الصحفيين المصرية؟
– علاقة الاتحاد بالنقابة المصرية مرت بفترة ركود سابقة أثناء تولى يحيى قلاش، ففى هذه الفترة كانت النقابة منقسمة على نفسها وأيضاً كان هناك أعضاء فى النقابة المصرية أعضاء فى الأمانة العامة للاتحاد، لكن بدون انسجام كلى، ولم يكن هناك تفاعل من النقابة مع الاتحاد، ونحن تعاطينا فى قيادة الاتحاد فى الفترة الماضية رغم عدم وجود علاقة جيدة جداً وذلك دفاعاً عن مصر العروبة ودفاعاً عن الثورة المصرية المجيدة ولم نفكر فى أننا فى خلاف مع النقابة وتركنا هذا الاختلاف جانباً وأصررنا على دعم الإعلام المصرى، وحالياً علاقة الاتحاد العام بالنقابة المصرية ممتازة، فالأستاذ ضياء رشوان شخصية صحفية وأكاديمية وإعلامية محترمة، وقبله الأستاذ عبدالمحسن سلامة قيادة صحفية مهنية مرموقة، فهناك تعاون بنّاء خلال رئاستهما للنقابة، خاصة أن مصر هى بلد المقر ونحن نشهد أن مصر هى بلدنا الأول قبل بلداننا التى نعيش فيها، لأنها هى وطن الأمة العربية، فقوة مصر هى قوة لكل البلاد العربية.
ما خطة الاتحاد تجاه الأزمات التى تواجه الصحافة العربية؟
– لدينا مشروع بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، وسنعقد قريباً مؤتمراً فى مصر أو السعودية أو الأردن، للعمل على دعم الصحافة الورقية، وأؤكد أن الصحافة الورقية لن تموت، وإن تحول البعض منها إلى صحافة إلكترونية، لكن تبقى الصحيفة الورقية هى لذة الإعلام للمواطن والقارئ والمتلقى، والمشاريع المطروحة الآن على الطاولة هى الدعم الحكومى والضخ الاستثمارى والشركات البينية واستمرار الدعم لفترات مستقبلية.
الصحفيون العرب يواجهون صعوبات خاصة فى فلسطين
وكيف يدعم الاتحاد الصحفيين فى مناطق الصراعات خاصة فلسطين؟
– نتواصل مع نقابة الصحفيين الفلسطينية ومع القضاء الدولى والمحاكم الدولية والأوروبية لمقاضاة المجرمين فى دولة الاحتلال الإسرائيلى الذين قتلوا صحفيين وعرّضوا حياتهم للخطر ومحاكماتهم أمام المحاكم الدولية. كما ندعم الصحفيين فى الدول الأخرى وتمكنا من إطلاق عشرات الصحفيين فى بلدان عربية كثيرة عندما اعتُقلوا ووُضعوا خلف القضبان، وأغلب الدول العربية تتعاون مع الاتحاد، وهناك دول ما زالت تفكر بعقلية عفا عليها الزمن.
لماذا أصدر الاتحاد بيانين متناقضين رداً على سفر بعض الصحفيين العرب لدولة الاحتلال؟
– أصدرنا البيان الأول نتيجة ضغط الشارع العربى الرافض والمندد بزيارة صحفيين من العراق والسعودية والبحرين والتطرق لاسم مصر والأردن، ونحن قلنا إننا نستنكر زيارة صحفيين عرب إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة كمبدأ عروبى ثابت وسنحاسبهم نقابياً.
ثم اتضح لنا بعد ساعات أن جميع النقابات فى استنفار كامل، وعندما بحثنا عن هؤلاء الصحفيين من خلال النقابات والاتحادات والجمعيات الصحفية العربية، وجدنا أنه لا يوجد أى من الصحفيين من هذه البلدان ذهب فى هذه الزيارة.
هل سيكون للاتحاد مقر بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
– وعدنا الرئيس السيسى بفتح مقر الاتحاد فى العاصمة الإدارية الجديدة، وننتظر من الجهات المختصة تنفيذ هذا الوعد، خاصة أنه سيخلد اسم السيسى فى جميع الدول العربية كونه تم فى عهده.
فوز عربى برئاسة الاتحاد الدولى يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عنا
الصحفى المغربى يونس مجاهد فاز برئاسة الاتحاد الدولى للصحفيين.. ما مكاسب هذا المنصب؟
– فوز العرب برئاسة الاتحاد الدولى للمرة الأولى منذ 90 عاماً، يصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الدول العربية، لأن الاتحاد من أكبر الاتحادات الدولية من حيث الحجم والتأثير، ويضم 150 دولة، وتأسس عام 1926، وهذا الاتحاد قادر على التأثير فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ولأول مرة يُنتخب عربى رئيساً له، ووجودنا على رأس الاتحاد الدولى والمكتب التنفيذى سيجعلنا ننقل تجارب العالم إلى مجتمعاتنا، ويمكننا من مساعدة وحماية الدول العربية من بعض البيانات والتحركات الدولية المناهضة والمسيئة للعرب.
وماذا عن السوشيال ميديا؟
العالم كله يتجه للتطبيقات الإلكترونية ووسائل التواصل كإعلام جديد، لكن الصحافة الورقية ستبقى أكثر تأثيراً من ناحية المنطق، كونها صادرة عن مؤسسات عريقة، أما السوشيال ميديا فللأسف تنشر بعض الأخبار الكاذبة وغير الصحيحة دون معايير مهنية ما أفقدها مصداقيتها أمام الجمهور.