بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية،حول الاعتداء على صحافي القناة الثانية بمدينة إيموزار كندر
تعرض الزميل الصحافي عبد الصمد الطعام الذي يعمل في المكتب الجهوي للقناة الثانية في مدينة فاس، الأسبوع الماضي، لتهديد وقمع واعتداء لفظي عنيف في الشارع العام من طرف مسؤول ترابي، ويتعلق الأمر على وجه التحديد بباشا مدينة إيموزار كندر.
وكان الزميل عبد الصمد الطعام، الذي بعث بتقرير حول تفاصيل هذا الاعتداء إلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ينجز روبورتاجا حول الاكتظاظ الطرقي في المحور الرابط بين مدينتي فاس وإفران مرورا بإيموزار كندر، وبعدما شرع في تصوير نماذج من حوادث السير الناتجة عن عدم احترام العديد من السائقين لقانون السير، وإجراء استجوابات حول الموضوع مع المواطنين الذين يقصدون في نهاية الأسبوع هذه المنطقة السياحية الجميلة وخاصة في هذه الفترة المتميزة بتساقط الثلوج على جبال الأطلس المتوسط، تفاجأ بتدخل عنيف ومقصود من طرف باشا مدينة إيموزار كندر الذي منع الزميل المعتدى عليه بطريقة مهينة من القيام بمهمته الإعلامية، بدل حمايته وتمكينه من إتمام عمله الصحفي عندما حاول أحد المخالفين من مستعملي الطريق تكسير آلة التصوير بدعوى أن القناة ليس لها حق أخذ الصور.
وحسب الزميل الطعام الذي وثق هذا الاعتداء بالصوت والصورة (ترك الكاميرا في وضعية التسجيل)، فإن سلامته الجسدية و(الكاميرا) كانا من الممكن أن يطالهما سوء في مثل هذه الظروف غير المتوقعة خاصة وأن قنوات القطب العمومي لا تحتاج لترخيص للتصوير في الشارع العام، بخلاف القنوات الأجنبية التي تحصل على التراخيص قبل إنجاز الروبرتاجات في المغرب.
أكثر من ذلك، تعمد باشا مدينة إيموزار كندر تخويف وإهانة الزميل عبد الصمد الطعام أمام الملأ، وتبخيس عمل قنوات الإعلام الوطني قائلا: "هدرت مع السيد العامل. غاتعطيني سميتك دابا. ما عندك ما تصور… واش أنت هو الجزيرة…"، وفق ما هو موثق في التسجيل الذي يتوفر عليه الزميل الطعام.
إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وهي تتضامن مع الزميل المعتدى عليه من طرف رجل سلطة، تؤكد على ما يلي:
– أولا: تدين وتشجب هذه الممارسات المرفوضة والمجرمة قانونا، والتي صدرت عن رجل سلطة يفترض أن يكون نموذجا في أداء واجباته الوظيفية وحريصا على تسهيل مهمة الصحفيين عوض عرقلتها والتهجم على من يقوم بمهمته،
– ثانيا: تطالب النقابة السلطة المحلية في مدينة إيموزار كندر بفتح تحقيق في حادث الاعتداء المقصود وغير المفهوم على الزميل عبد الصمد الطعام في الشارع العام، وذلك لمعرفة أسباب ودواعي ما قام به باشا إيموزار كندر من منع صحافي من أداء وظيفته،
– ثالثا: تشدد النقابة مرة أخرى على ضرورة التزام السلطة الحكومية المعنية بحماية الصحافيات والصحافيين أثناء ممارسة مهامهم المهنية، وهو الالتزام الذي بقي حبرا على ورق رغم التقارير المنجزة والمراسلات والشكايات الرسمية العديدة التي بعثتها النقابة إلى الوزارات المعنية بالأمر.
– رابعا: تؤكد النقابة مجددا على ضرورة حماية الحق في الوصول إلى مصادر الأخبار ارتكازا على الضمانات القانونية والقوانين المهنية ذات الصلة، وبالتالي الحرص على إعمال المقتضيات القانونية كلما تعرض الصحافيون للاعتداءات والممارسات الحاطة بكرامة المهنة والمنافية للدستور والقوانين المنظمة لقطاع الصحافة،
– خامسا: تسجل النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن تكرار الاعتداءات على مهنيي الإعلام والصحافة في مختلف المدن يدعو للقلق والاستغراب، ويتنافى مع ما تصرح به الحكومة التي تقول في كل المناسبات أنها لا تتساهل مع من يهدد السلامة الجسدية والمهنية للعاملين في قطاع الإعلام بمختلف منابره ومؤسساته العمومية والحزبية والخاصة، ويمنعهم من ممارسة مهنتهم في ظروف عادية.
وفي الأخير، تؤكد النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي تتابع قضية هذا الاعتداء الذي نفذه باشا إيموزار كندر، أنها تدعم وتساند الزميل المعتدى عليه، وتضع رهن إشارته المؤازرة القانونية إذا قرر اللجوء إلى القضاء من أجل صون كرامته الشخصية والمهنية