تدعو الأمم المتحـدة لحمايـة الصحفيين و جامعـة الـدول العربيـة لحماية حرية الرأي والتعبير
دعت منظمات حقوقية إقليمية الأمم المتحـدة للعمـل من أجـل إقـرار اتفاقيـة ملزمـة لحمايـة الصحفيين والإعلامين أثناء النزاعات المسـلحة وحملت النـدوة الـتي نظمهـا مركـز المعلومـات والتأهيـل لحقـوق الإنسـان HRITC على هـامش الـدورة 42 لأعمـال مجلس حقـوق الإنسـان بجنيف عن" حرية الرأي والتعبير أثناء النزاعـات المسـلحة" بالشـراكة مـع مركـز حقي لـدعم الحقوق والحريات – جنيف ومركز بيروت للتنمية وحقوق لإنسان حيث حملـوا مسـئولية إفلات المجرمين من العقاب بما يتعلق بقضايا الصـحفيين والإعلامين في منـاطق الـنزاع وخاصـة في اليمن والعـراق وليبيـا وسـوريا والـتي تحـولات فيـه مهنـة الصـحافة إلى جريمـة، كمـا دعـا المشـاركون في النـدوة جامعـة الـدول العربيـة إلى إنشـاء إليـه إقليميـة متخصصـة في المنطقـةالعربية لحماية حرية الرأي والتعبير .
قال مجدي حلمي الصحفي ومدير تحرير صحيفة الوفد أن حرية الـرأي والتعبـير هي الضـحية الأولى في أي نـزاع مسـلح في أي دولـة ودائمـا يـدفع الصـحفيين وكتـاب الـرأي حياتهم لمحاولتهم نقل الحقيقة وأضـاف ان العـراق و ليبيـا لهـذه الحالـة حيث انهم مصـنفان من أخطـر المـان في العـالم على حيـاة الصـحفيين موضـحا أنـه منـذ الغـزو الأمـريكي للعـراق في 2003 سقط أكثر من 460 صحفي وصحفية شهداء على يد كل الأطراف المتنازعـة بـالعراق والتنظيمات الإرهابية المتواجدة فيها كما أصيب أكثر من 500 صحفي بإصابات مختلفـة منهـا ما أدى للعجز التام عن الحركة في حين تشه ليبيا عمليات ممنهجة من كافة الأطراف ضد وسائل الإعلام وقد قتلى منذ سقوط القـذافي أكـثر من 20 صحفي في مناخ يتميز بإفلات أعداء الإعلام والصـحافة من العقـاب كمـا شـهدت ليبيـا هجرة جماعية من الصـحفيين والصـحفيات إلى الخـارج خوفـا على حيـاتهم كمـا تصـاعدت في الفترة الأخيرة الانتهاكات ضد الصحفيين وتنوعت ما بين إطلاق الرصاص والخطف والتهديــد بالقتل .
زياد خالـد مـدير مركـز بـيروت للتنميـة وحقـوق الإنسـان تناول موضوع الحماية للصحفيين من زاوية القانون الدولي الإنساني وشـدد في مداخلتـه على ضرورة التعاون لتوفير مناخ من العدالة الذي هو المـدخل الأول للحـد من ظـاهرة الإفلات من العقاب كما لفت إلى الجرائم والانتهاكات التي قد تتعرض لهـا الصـحفيات لكـونهن نسـاء وختم بجملة توصيات من بينها وجود تدريب الصحفيين والصـحفيات على القـانون الـدولي الإنسـاني وتفعيل التعاون الدولي لحماية الصحفيين وتعزيز قواعد القانون الإنساني أمام المحكمة الجنائية الدوليـة وسـوق المرتكـبين للانتهاكـات إليهـا وإعـادة النظـر في آليـه الحمايـة الدوليـة الخاصـة بالصحفيين بما يضمن ممارسة عملها في ظروف أكثر ملائمة وتخصـيص ونصـوص وتـدابير خاصة تتعلق بحماية الصحفيات وتعزيز التعاون بين جميع الجهات الفاعلة من سلطات سياسـية وقضائية ولجان وطنية لحقوق الإنسان ومنظمات للحد من ظاهرة الإفلات من العقـاب وطـالب بوجـود تعـديل القـوانين الوطنيـة الخاصـة بحمايـة الصـحفيين بمـا يتناسـب مـع قواعـد القـانون الدولي .
أكد هاني الأسودي رئيس مركز حقي لدعم الحقـوق والحريـات في ورقتـه المعنونـة " في اليمن، الصحافة جريمة" أن حرية الصـحافة تنتهـك من قبـل الجماعـات المسـلحة في اليمن والتي داهمت المؤسسات الإعلامية و الصحفية وأغلقت معظمها وتحـولات الصـحافة في اليمن إلى جريمة وأصبح كل من يحمل صفة صحفي هدفا للانتهاك، وأضاف الأسـودي أن مليشـيات الحوثي هي المنتهك الرئيسي في قضايا الصحافة والإعلام واستشهد بحديث زعيمهـا عبـدالملك الحـوثي في خطـاب تلفزيـوني اعتـبر فيـه الصـحفيين والمفكـرين أكـثر خطـورة من المقـاتلين وأضاف أن 80% من انتهاكات حرية والتعبير في اليمن تتم على يد مليشيات الحوثي مبينـا أن الصحفيين باليمن تعرضوا للقتـل والاعتقـال والأخفـاء القسـري والتعـذيب موضـحا أن الأعـداد المعلنة عن الضحايا من الصحفيين والإعلاميين أقل من الأعداد الحقيقة بسـبب ضـعف عمليـة رصد وتوثيق كافة الانتهاكات في اليمن وعدم وجود بيئـة مؤاتيـة للعمـل الحقـوقي وأكـد أنـه لا يوجد في اليمن في الوقت الحالي أعمال صحفية مهنية بسبب تحول الصحافة إلى إعلام حــربي بسبب تغطية النزاع في اليمن. وعرض الأسودي حالات لصحفيين تعرضـوا للانتهاكـات مصـنفا حسـب نـوع الانتهـاك القتـل والاعتقال والإخفاء القسري ، كما انتقـد تقريـر الخـبراء البـارزين موضـحا أنـه تجاهـل قضـايا الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين مساوياً بين أطراف النزاع وتجاهل متعمدا تحميل الطــرف الأكثر انتهاكا المسئولية عن هذه الانتهاكات .