رئيس “صحفيين الإمارات” “: تحدي الصحافة الرقمية قادم وعلى الصحفيين أن يتماشوا مع التطورات
قال رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، الكاتب الصحفى، محمد الحمادى، إن تنظيم الإخوان الإرهابى فقد تأثيره القديم، ولم تعد مظلوميته ومشروع الخلافة الزائفة التى يتغذى عليها ينطليان على المواطنين، خاصة بعد إخفاق التنظيم فى ملفات عديدة حين وصل إلى السلطة فى مصر، ما دفع المصريين للخروج فى الميادين للمطالبة برحيله، وأضاف «الحمادى» فى حوار أجرته مع صحيفة «الوطن» فى تونس العاصمة، على هامش ورشة عمل نظمتها مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول الفضاء المدنى وخطاب الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعى، أن النظامين التركى والقطرى، راهنا على التنظيم باعتباره سيحقق أغراض الأول فى السلطنة، ومنح الثانى تأثيراً استثنائياً فى العالم العربى، لكن الرهان فشل.واشار الي ان التنظيم يسعى لاستغلال الدين، واسم الله، ويريد أن يحكم الناس بذلك، مشروع الإخوان فى اعتقادى خسر كثيراً فى المنطقة، اليوم أصبحت هذه الجماعة منبوذة بشكل كبير من قبل الجمهور العام، على عكس السنوات الماضية التى كان العداء فيها مقتصراً على النخبة، كل من عرف وعاش تجربة الإخوان يدرك تماماً أن هذه الجماعة تعمل ضد الدولة ومصالحها، ولا تتحرك سوى لتحقيق أجندتها وأهدافها الأيديولوجية الضيقة، وبقاؤها على السطح يكون آنياً فقط، لكن بمجرد التعايش مع الأمر الواقع فإن الإخوانى يعادى المجتمع، وكل من يخالفه فى الرأى، ولذلك يرجع مرة أخرى للجحر، ويستخدم خطاب المظلومية والإقصاء.وقال تركيا لا تدعم الإخوان، ولكن أردوغان هو من يفعل، لماذا تعادى دولة إقليمية كبيرة مثل تركيا دول المنطقة، وتحديداً دولتين كبيرتين مثل مصر والسعودية، فضلاً عن الإمارات، ولماذا تتحكم الأيديولوجيا لهذه الدرجة فى فكر أردوغان بما يجعله يخسر دولاً كبيرة فى المنطقة، خلاصة القول إن السلطة فى تركيا أو حتى فى قطر، تدعمان الإخوان بسبب أطماع شخصية لدى القيادتين فى الدولتين، أردوغان يعتقد أنه مع الإخوان يمكن أن يكون له شأن، ويصبح سلطاناً أو خليفة للمسلمين، وفى قطر كذلك، حاكمها يعتقد أنه سيكون له دور أكبر وتأثير فى القرار العربى بدعمه هذه الجماعة، لكن الوهم الذى كان موجوداً وسقط بقوة هو تأثير الإخوان فى الشارع، لا شك أنهم منظمون، لكن فعلياً لم تعد لهم قاعدة شعبية قوية، خاصة حين يعلنون عن أنفسهم بشكل واضح، وسقوطهم فى مصر خير دليل على هذا الكلام. واضاف – لا شك أن الصحافة الورقية تواجه تحديات كبيرة، خاصة فى هذا المناخ التنافسى الشديد مع التكنولوجيا، أعتقد أن الصحافة الورقية ستبقى كشكل، ولكن كتأثير وكحضور ستتراجع كثيراً، بمعنى أن كثيراً من الصحف الورقية ستتحول مع الوقت إلى صحف إلكترونية، وستبقى بعض الصحف القوية فقط، وبالتالى فإن على الصحف الورقية التى تأخرت إلى اليوم ولم تقم بأى عمل لأجل استكمال مسيرتها الرقمية أن تحاول اللحاق بالركب، لأن تحدى الصحافة الرقمية قوى وقادم بشكل لا محالة ,و على الصحفيين المحترفين الذين يعملون فى الصحف الورقية أن يتماشوا مع التطورات التكنولوجية، ولا يقاوموها، لأن من يقاوم التطور سيكون هو الخاسر، كل الاستثمارات المستقبلية فى هذا المجال يجب أن تتوجه للعالم الرقمى. وأعتقد أن الموضوع يختلف من دولة لدولة، ومن منطقة لمنطقة، ومن جمهور لجمهور، والصحافة الورقية تواجه تحدى المحافظة على جمهورها الموجود، والسعى لكسب جمهور جديد، ولن تنجح وحدها فى ذلك، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من الجمهور الحالى تسرب إلى الصحافة الإلكترونية. وفى الإمارات الصحافة الورقية ستعانى أكثر فى السنوات المقبلة، لأن الجمهور العام يتوجه نحو الإعلام الرقمى، والصحافة اليوم يجب أن تركز على المحتوى وننسى القالب، لأنه يتغير، سواء كان ورقياً أو أونلاين، ودعنى أشر إلى نقطة مهمة، وهى أن الصحافة الورقية ما زالت تحافظ على مصداقية لدى الجمهور، لكن هذه المصداقية لم تعد الشاغل الأكبر للجمهور العام الذى يريد أن يعرف الخبر بسرعة، وما دام الموقع الإخبارى تابعاً لمؤسسة ذات مصداقية فإن هذا سينسحب عليه. واوضح أن الجيل الحالى يمتلك حماساً كبيراً، ومتخلص من كثير من العقد والقيود، لكنه يعانى إشكالية المعرفة المعمقة، أنت اليوم كإعلامى يجب أن تكون شخصاً قارئاً ومثقفاً، ولديك خبرات كثيرة فى الحياة، لا أتكلم عن البدايات، لكن يجب على الأقل أن يكون لديك معرفة مقبولة، وهذا ما يميز شخصاً عن غيره، ومع مرور الوقت، يجب أن تكون معرفتك عميقة، وأن تكون ملماً بما يدور حولك، الشباب مستعجل ويريد الشهرة التى أصبحت موجودة بفعل مواقع التواصل الاجتماعى، فى النهاية لا أريد أن أبخس الشباب حقه، لأنى جربت مجموعة من الشباب لديهم الحماس والرغبة، ويحتاجون التوجيه، وهذه مهمتنا كجيل سبقهم، ويجب علينا نقل خبراتنا لهم، ونصحح مسارهم ونساعدهم كى يكونوا مهنيين.