نداء النقابات الاعضاء في الاتحاد الدولي للصحفيين إلى مجلس الأمن الدولي من أجل حماية الصحفيين في اليم
نحن الموقعين أدناه، نكتب لكم هذه الرسالة للتعبير عن قلقنا الشديد إزاء أزمة سلامة العاملين في قطاع الاعلام في اليمن، ونناشد مجلس الأمن الدولي ليتخذ بشكل عاجل كافة التدابير اللازمة لحماية الصحفيين الذين يغطون الصراع فيه.
ووفقاً لنقابة الصحفيين اليمنيين، العضوة في الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد قتل ثمانية صحفيين وعامليين اعلاميين في اليمن منذ بداية هذا العام، بمن فيهم محمد راجح شمسان، مراسل قناة اليوم المستقلة والعاملين الاعلاميين الثلاثة الذين قتلوا معه في غارة جوية شنتها قوات التحالف التي تقودها السعودية في نيسان/أبريل.
كما وتم اختطاف صحفيين آخرين هما عبد الله قابيل، من التلفزيون اليمني "شباب"، ويوسف العيزري الذي عمل مراسلا لتلفزيون "سهيل" من قبل المتمردين الحوثيين في 20 ايار/مايو، وتم احتجزاهما في "مركز الرصد الزلزالي" الذي يقع في جبل هران والذي تعرض للقصف الجوي في اليوم التالي من قبل طائرات التحالف مما أدى الى مقتل كلا الصحفيين.
وإضافة لهذا، لقي صحفيين آخرين مصرعهما في انفجار قنابل وإطلاق نار للمتمردين الحوثيين الذين استولوا على المؤسسات الإعلامية واعتقلوا الصحفيين. ولا زالت جماعة الحوثي تحتجز ثلاثة صحفيين على الاقل هم جلال الشرعبي ووحيد الصوفية وعلي سنحان. من جهة أخرى، قتل الصحفي خالد محمد الوشلي، مراسل قناة "المسيرة"، متأثرا بالجراح التي اصيب بها نتيجة انفجار قنبلة تبنت مسؤوليتها منظمة القاعدة في الجزيرة العربية في هجوم لها على مجموعة المتمردين الحوثيين.
من جهة أخرى، وجه التحالف الدولي الذي يقود التدخل العسكري في اليمن تهديدا إلى المؤسسات الإعلامية التابعة للحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، معتبراً إياها أهدافا مشروعة. وفي هذا السياق، تلقى تلفزيون "اليمن اليوم"، المقرب من السيد علي عبد الله صالح، يوم 29 آذار/مارس اتصالا هاتفيا من قوات التحالف محذراً بأن التلفيزيون وموظفيه اصبحوا هدفا عسكريا، مما اجبرهم على إخلاء المبنى لأسباب أمنية.
وعليه، فإننا نعتبر أن هذه الهجمات والتهديدات تصعيدا لمستوى العنف الموجه للصحفيين وتهديداٌ خطيرا لحياتهم في سياق الوضع المتأزم في اليمن. حيث لا تقتصر الاعتداءات عليهم من الأطراف المتحاربة، ولكنهم يتعرضون أيضا للعنف من القوى التي تحارب جماعة الحوثيين، وعبد الله صالح.
ونود أن نؤكد على أنه بالإضافة إلى تعريض سلامة الصحفيين للخطر، فأن استهداف أي مكون من مكونات قطاع الإعلام اليمني يعتبر تدخلا غير مبرر في شؤونه، ويهدف اساسا إلى منع نشر تقارير اعلامية مستقلة عن الأزمة الراهنة في البلاد. وفي المحصلة النهائية فإن هذا النهج لن يخدم أي من الأطراف في كسب تأييد الشعب اليمني اذا استمروا في رفضهم للمعلومات الموضوعية وغير المتحيزة حول أهداف العمليات العسكرية الجارية.
في هذا السياق، فإننا نرحب بقرار 2222 الذي تبناه المجلس الأمن الدولي يوم 27 أيار/ مايو والذي "يدين جميع الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة ضد الصحفيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بوسائل الاعلام في حالات النزاع المسلح، ويدعو جميع الأطراف في النزاع المسلح إلى وضع حد لهذه الممارسات ".
كما ونؤيد هذا القرار الذي يحث على "الافراج الفوري وغير المشروط عن صحفيين وموظفي وسائط الاعلام والأفراد المرتبطين بها الذين اختطفوا أو أخذوا كرهائن في حالات النزاع المسلح."
ولكل هذه الأسباب مجتمعة، فإننا نطالبكم بالتدخل من خلال الضغط العلني على جميع الأطراف المتحاربة في اليمن والاصرار على ضرورة أن يمتنعوا عن مهاجمة المؤسسات الإعلامية، وضمان محاسبة كل أطراف الصراع العسكري الدائر حاليا على أفعالها. كما نحث المجلس على أن يطالب بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين في اليمن.