البيان الختامي لاجتماع الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب ببغداد
احتضنت العاصمة العراقية بغداد خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 10 ديسمبر 2017 أعمال اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد العام للصحفيين العرب بدعوة كريمة من نقابة الصحفيين العراقيين ، كما نُظمت على هامشهما أشغال ندوة فكرية هامة في موضوع التعاطي الإعلامي مع ظاهرة الإرهاب .
وترأس اجتماع الأمانة العامة للاتحاد رئيسه الأستاذ مؤيد اللامي بحضور أعضاء الأمانة العامة ، كما شارك في اجتماعاتها رئيس لجنة الحريات ومستشارا الاتحاد ، و تطرق هذا الاجتماع إلى ضبط الحضور وتمت المصادقة على جدول الأعمال وقررت الأمانة العامة إطلاق اسم القدس على دورة اجتماعات الأمانة العامة والمكتب الدائم في بغداد .
وعقب هذا الاجتماع عقد المكتب الدائم للاتحاد اجتماعه الدوري العادي برئاسة رئيس الاتحاد وحضور النقابات الأعضاء.
وفى بداية الاجتماع ناقش المكتب الدائم التطورات الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وخصوصا ما يتعلق بقرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني واصدر بيانا في هذا الصدد.
وفى ضوء تقرير النشاط المقدم من الأمين العام للاتحاد الأستاذ خالد ميري والتقرير المالي المقدم من الأمين المالي الأستاذ ناصر أبو بكر والنقاشات المستفيضة التي ميزت أشغال هذا الدورة اتفق الأعضاء الحاضرون على إصدار البيان العام التالي:
إن المكتب الدائم الملتئم في دورته العادية في بغداد يعبر عن إدانته الشديدة لقرار الرئيس الأمريكي ترامب اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إلى القدس الذي جسد انحيازا سافرا للإدارة الأمريكية لمصلحة الكيان الغاشم ومباركة صريحة لعدوانه الإجرامي الذي يقترفه ضد الشعب الفلسطيني ومشاركة فعلية من هذه الإدارة في الجرائم التي يقترفها هذا العدو مما جعل منها حليفاً قوياً لهذا الكيان وداعماًً لإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة .
يثمن الاتحاد العام للصحفيين العرب عالياً ردود الفعل التي اجتاحت العالمين العربي والإسلامي بعدما خرجت الشعوب العربية للتنديد بهذا القرار الإجرامي . ويدعو بهذه المناسبة إلى مزيداً من التصعيد في هذا الإتجاه لإجبار إدارة ترامب التراجع عن سياسة العدوان ضد الشعب الفلسطيني واحترام الشرعية الدولية .
كما يعبر عن إعتزازه بموجات التضامن التي عبرت عنها العديد من شعوب ودول العالم والتي جعلت الإدارة الأمريكية في موقف عزلة بهذا الصدد ، والاتحاد إذ يؤكد قناعته الثابتة بأن القرار الأمريكي لا أهمية له في تغيير الحقائق التاريخية المتعلقة بالقدس فإنه يجدد التأكيد على أن القدس كانت وستبقي عاصمة لدولة فلسطين .
ويدعو الاتحاد جميع التنظيمات الصحفية المهنية الأعضاء فيه ومن خلالها جميع الزملاء الصحفيين والصحفيات إلى عدم التعامل مع العدو الصهيوني وحليفه الإستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بمقاطعة الأنشطة الدبلوماسية غير المهنية لسفارات الإدارة الأمريكية . كما يدعوهم إلى الاهتمام الفعلي بقضية الشعب الفلسطيني عبر تخصيص معالجات إعلامية أكثر ، وتخصيص مساحات أوفر، وتنقية قواميسهم اللغوية المعتمدة في هذا الصدد، والحرص على مواصلة مقاطعة الكيان الصهيوني ومقاومة التطبيع معه .
ويشدد الاتحاد العام للصحفيين العرب علي الدعم اللامشروط للزملاء الصحفيين الفلسطينيين في مواجهتهم لبطش العدو الذي يسعي إلى طمس الحقائق وإلغاء الشاهد .
يعبر الاتحاد العام للصحفيين العرب عن إدانته الشديدة لجميع أشكال وأصناف الإرهاب سواء تعلق الأمر بما تقترفه المجموعات الإرهابية باسم الدين أو إرهاب الدولة الذي يمارسه العدو الصهيوني ويدعو إلى التصدي إليه بما يجب من حزم وحسم.
إن الاتحاد العام للصحفيين العرب يسجل بافتخار ما حققه الشعب العراقي من بطولات رائدة في التصدي للإرهاب والإرهابيين وتحقيق انتصارات هائلة ضد قوة الخراب والدمار مما مكن من تطهير أرض العراق من إستئصال هذا الورم الخبيث من أرضها ويحيي عالياً ابناء العراق جميعاً الذين قدموا تضحيات جسيمة في سبيل تحقيق هذا الهدف العظيم كما يعلن الإعتزاز الكبير بإنتصار الوحدة العراقية في مواجهة محاولات التجزئة والتشتيت التي تعرض لها من أطراف كثيرة . ويدعو الشعب العراقي إلى الحفاظ على وحدته الترابية والوطنية وسيادته على كامل أجزاء ترابه الوطني . ويسجل المكتب الدائم في هذا الصدد وقفة الصمود للزملاء الصحفيين العراقيين الذين سخروا تضحيات جسام في مواجهة مختلف هذه التحديات التي كانت تهدد مصير الشعب العراقي برمته . ودفعوا في سبيل ذلك ضريبة غالية تمثلت في مئات الشهداء والجرحى.
إن اجتماعات المكتب الدائم صادفت ظروفاً دقيقة وعصيبة تعيشها الأمة العربية بسبب تراكم الإنتكاسات والخيبات حيث تعطل المشروع السياسي وتأكد الفشل الذريع في تحقيق الانتقال الديمقراطي الذي كان من شأنه أن يخرج الأمة العربية من أوضاع البؤس والتخلف بسبب الضعف الكبير في الاستجابة لتطلعات الشعوب العربية نحو التطور والنمو والحرية بسبب استهداف أداء النخب و الهيئات السياسية والنقابية والأهلية في الدول العربية ، وضعف منسوب الثقة في المؤسسات السياسية والدستورية القائمة وبسبب تنامي موجات الطائفية والثغرات المذهبية والقبلية والعرقية …
ويعتبر الاتحاد إنه لا سبيل إلى أية تنمية منشودة أو تطوير مأمول دون إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية وإجتماعية وثقافية عميقة في المجتمعات العربية تشمل التعليم والأسرة والإعلام وبمنأى عن التغييرات السياسية التي من شأنها تحقيق بناء الدولة الديمقراطية الحديثة المستندة إلى المؤسسات والخيارات الديمقراطية وسيادة إحترام حقوق الإنسان ، ويعتبر المكتب الدائم أن حرية الصحافة والتعبير والنشر هي حجر الزاوية والقاطرة الأساسية في أي عملية تغيير لذلك يدعو إلى إحترام هذه الحرية وفسح المجال أمام وسائل الإعلام لتقوم بدورها في هذا الصدد ، ويلح على تطهير قوانين الصحافة في البلدان العربية من العقوبة السالبة للحريات وإطلاق سراح جميع الزملاء الصحفيين والمعتقلين بسبب ممارستهم لمهامهم والتعبير عن أرائهم ودعم المؤسسات الصحفية بما يؤهلها للقيام بمهامها بأحسن وجه ، وفي المقابل يطالب المكتب الدائم الزملاء والزميلات الصحفيين والصحفيات العرب بالتزام اعلي درجات المهنية وأخلاقيات المهنة في تعاطيهم مع الأوضاع