صحف عربية تدعو “لانتفاضة شاملة” بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
يرى صبحي غندور، في البيان الإماراتية "أن ما تحتاجه فلسطين في ذكرى نكبتها السبعين هو أكثر ممّا يحدث الآن من ردود فعلٍ فلسطينية وعربية ودولية على قرار ترامب بشأن القدس وافتتاح السفارة الأمريكية فيها، وعلى القتل الإجرامي العشوائي الذي تمارسه إسرائيل على الحدود مع غزّة. وأيضاً أكثر من الحراك البطولي الشعبي الفلسطيني في غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة".
يضيف الكاتب أن "فلسطين تحتاج الآن إلى انتفاضة شعبية فلسطينية شاملة تضع حدّاً لما حصل في ربع القرن الماضي من تحريفٍ لمسار النضال الفلسطيني، ومن تقزيمٍ لهذه القضية التي كانت رمزاً لصراع عربي/صهيوني على مدار قرنٍ من الزمن، فجرى مسخها لتكون مسألة خاضعة للتفاوض مع (الدولة الإسرائيلية) التي رفضت الاعتراف حتّى بأنّها دولة محتلّة، كما رفضت وترفض إعلان حدودها النهائية".
وفي الدستور الأردنية، يقول رشيد حسن إن "حقيقتين أساسيتين أكدهما الشعب الفلسطيني في الذكرى السبعين للنكبة، وهما: أن فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هي وطن الشعب العربي الفلسطيني وحده، لا ينازعه فيها أحد، غير قابلة للقسمة على اثنين، ولن يتنازل عن شبر واحد منها. وأن المقاومة بكل اشكالها وعناوينها وتلاوينها هي حق مشروع للشعب الفلسطيني، كما كانت حقا للشعب الأمريكي والفرنسي وهما يقاتلان المستعمرين البريطانيين والألمان النازيين بموجب القوانين والمواثيق الدولية، وهي السبيل الوحيد لتحرير الأرض كل الأرض".
ويضيف حسن أن "شعبنا الفلسطيني في الذكرى السبعين للنكبة، وفي غضبته النبيلة على العدوان الأمريكي بإقامة بؤرة استيطانية في القدس المحتلة (سفارة) يؤكد أنه ماضٍ في المقاومة، ماضٍ في الصمود ولن يرفع الراية، ولن يفرط بشبر واحد من وطنه فلسطين".
وتقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها "كعادتها في التاريخ، تضيء القدس ذاكرة العرب، وتناديهم إلى اللقاء واتخاذ موقف موحد، فما اتفق العرب على مبدأ أو قضية كما اتفقوا على القدس وفلسطين، ففي هذه القضية وإزاءها تتجلى يقظة الوطن العربي، أمة واحدة، ودولا وطنية هاجسها القدس، وطريقها فلسطين، وطريقها الانتصار لعدالة القضية الفلسطينية، ورفض كل محاولات الأمر الواقع، التي تبلغ واحدة من ذرواتها غير المسبوقة، عبر قرار الإدارة الأمريكية الجائر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قفزا على القرارات الأممية، وثوابت القانون والسياسة والأخلاق".
"الهزيمة والخذلان"
أما محمد المنشاوي، فيتساءل في الشروق المصرية "ما الذى سمح لترامب باتخاذ مثل هذه الخطوة التصعيدية التي لم يقدم عليها أي من أسلافه؟ والتي لم يكن هناك أي حاجة أو ضغط للقيام بها؟ أعتقد أن الإجابة هي غياب أي تكلفة أو ثمن تدفعه واشنطن من جانب الدول العربية والإسلامية. فقد نجحت جهود تهيئة منطقة الشرق الأوسط خلال الشهور الأخيرة كي تصبح القضية الفلسطينية بما فيها مستقبل مدينة القدس غير ذات أهمية للحكام العرب. وتم إقناع النخب العربية الحاكمة أن الخطر الأهم والوحيد في هذه الفترة من التاريخ العربي هو إيران، وأن إسرائيل يمكنها الوقوف مع الجانب العربي. ولم يكن بالمفاجأة ابتهاج العديد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران".
على المنوال ذاته، ينتقد سمير البرغوثي في الوطن القطرية الدور العربي قائلا " كلما تنعقد قمة عربية، أضع يدي على قلبي خوفا وهلعا، متوجسا أن أمرا جللا قد يحدث في هذه الأمة، وأنا العربي البسيط، طالبت مؤسسة القمة هذه أن تستقيل، والبحث عن مؤسسة أخرى غيرها، لماذا؟ فتاريخ هذه القمم ارتبط في الذاكرة بالهزيمة والخذلان".
يقول البرغوثي إن "القدس مغتصبة، وفلسطين مغتصبة، وليست بحاجة لقمم عربية بمثل هذا النوع من الذين يثخنون جراحها ويواصلون التآمر عليها. والثورة قادمة، ولن ترحم من تخاذلوا وخانوا وتعاونوا وباعوا القدس ليحفظوا كراسيهم".