يونس مجاهد: وضع أخلاقيات للمهنة ونقل صورة موضوعية دون مبالغة وحساسيات
. خلص المشاركون في ندوة دولية احتضنها بيت الصحافة بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، إلى ضرورة مواكبة مستقبل الصحافة بتحديات العصر الرقمي، وقيام مجالس الصحافة بدورها في إرساء نظام لمسؤولية وسائل الإعلام، والحرص على الالتزام بأخلاقيات المهنة.
وأكد كل الخبراء الدوليين والوطنيين المشاركين في اللقاء، الذي نظم حول موضوع “إعادة تشكيل الصحافة: ما السبيل إلى المواءمة بين الأنظمة الأخلاقية ومسؤولية الإعلام؟”، على الحاجة إلى توفير المعلومة الدقيقة مع احترام أخلاقيات الممارسة المهنية، لمواجهة “إكراهات الزمن المرتبطة بظروف العمل التي تعرف تغييرات عميقة بفعل تأثرها القوي بظهور التقنية الرقمية
”.
واستعرض المتدخلون عددا من التجارب العريقة ببريطانيا وإيرلندا وكندا، التي تنطلق في مجملها من سؤال أخلاقيات المهنة، ودور مجالس الصحافة في إرساء نظام المسؤولية، على ضوء التغيرات الجذرية التي تعيشها الصحافة في العالم، بعد الثورة التكنولوجية التي تسير نحو “إقبار” الصحافة التقليدية، مما يستدعي حسب المتدخلين ضرورة اقتحام المجال الافتراضي بأدوات مهنية تحفظ للصحافي دوره الأساسي في التحري والتدقيق وجودة الخبر.
واعتبر يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الدولي، “أن المجلس وضع أخلاقيات المهنة على رأس أولوياته، إلى جانب توسيع صلاحيات تضمن تنظيم المهنة وطريق الولوج إليها، وتأهيل المقاولة، بالإضافة إلى التكوين ولعب دور الوساطة والتحكيم في النزاعات، إلى جانب تقديم تقرير سنوي حول حرية الصحافة، من خلال نقل صورة موضوعية دون مبالغة وحساسيات”.
من جانبه، تحدث عبد المنعم دلمي، رئيس مجموعة “إيكوميديا”، عن التطور الذي يعرفه العالم خلال العقود الأخيرة، خاصة ما يتعلق بالمقاولة الصحافية، وهو تطور أكد المتدخل أنه قاد لظهور وسائل إعلام جديدة سهلت تبادل المعلومة.
وأبرز دلمي، عضو المجلس الوطني للصحافة، أن الرهان الذي تواجهه صحافة اليوم يتمثل في كيفية تأقلمها مع التحولات والتغيرات، التي يعرفها العالم الرقمي، مؤكدا أن الرهان بالنسبة الإعلام يتمثل في تقديم معلومة ذات جودة، من أجل مواجهة انزلاقات المواقع الاجتماعية والصحافة الرقمية، مبرزا في الوقت نفسه أن الصحافة المكتوبة تواجه منذ سنوات أزمة تفرض عليها إعادة التفكير في نموذجها الاقتصادي، لأن الوسائط الإعلامية الجديدة استقطبت جزءا كبيرا من القراء وسوق الإشهار.
من جانبه أكد الكاتب العام للفدرالية الدولية للصحفيين، الفرنسي انطوني بلانجر، على دور الفدرالية، في “تسليط الضوء على حقوق الصحفيين، عبر طرح موضوع الرواتب، والتكوين، والحماية والأخلاقيات”، كما أشارت كولد الخوري، المديرة العامة لليونسكو بالمغرب، إلى دور الإعلام في نشر التوعية بحقوق الطفل والمرأة، إضافة إلى دور الصحافي في تقديم صحافة موثوقة، بعيدة عن التضليل والأخبار الزائفة