الاسرة الصحفية العراقية تحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة الاربعاء المقبل
تحتفي الاسرة الصحفية العراقية يوم الاربعاء المقبل باليوم العالمي لحرية الصحافة باحتفالية كبيرة تقيمها نقابة الصحفيين العراقيين بمقرها في بغداد بالتعاون مع منظمة اليونسكو وبمشاركة عربية ودولية .
وتتضمن الاحتفالية التي تقيمها النقابة كلمات لنقيب الصحفيين العراقيين رئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي ومدير مكتب منظمة اليونسكو في العراق بورس فان ويسترن الى جانب تقارير وبحوث وحلقات نقاشية حول سلامة الصحفيين ومواجهة الافلات من العقاب وما يمثله هذا اليوم من مبادىء وقيم حول حرية العمل الصحفي والتضحيات التي قدمها الصحفيون من اجل ترسيخ هذه المبادىء والقيم .
وتشارك الاسرة الصحفية العراقية باحتفاليتها اسوة باحتفالات الصحفيين في مختلف دول العالم احتفاء بهذا اليوم العالمي الذي يصادف الثالث من ايار من كل عام وهي فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة ولتقييم حرية العمل الصحفي ، والوقوف بوجه الاطراف التي تحاول تغيير مسارات العمل الصحفي عن حياديتها واستقلالية قرارها الى جانب ما تحمله هذه المناسبة من استذكار لاولئك الذين ضحوا بانفسهم من اجل ان تبقى الكلمة الصادقة عنوانا يؤطر العمل الصحفي.
ويعد قرار تبني الثالث من ايار من كل عام يوما وتاريخا لحرية الصحافة جاء بخطوة اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العشرين من كانون الأول عام 1993 بتحديد الثالث من ايار يوما عالميا لحرية الصحافة حيث اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة إعلان ويندهوك بمثابة بيان مبادئ أساسية لحرية الصحافة ، كما وضعها الصحفيون في أفريقيا خلال حلقة اليونسكو الدراسية عن موضوع /‘تعزيز استقلالية وتعددية الصحافة الأفريقية/ في ويندهوك بناميبيا للفترة من 29 نيسان إلى 3 أيار عام 1991 ولاقى هذا الإعلان تأييد المؤتمر العام لليونسكو في دورته السادسة والعشرين عام 1991.
وتدعو وثيقة اعلان ويندهوك ، الى إعلام مستقل وحر قائم على التعددية في جميع أنحاء العالم ، معتبرة أن الصحافة الحرة أمر لا غنى عنه لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتؤكد المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن :” لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية ابداء الآراء دون أي تدخل ، والحصول على المعلومة والأفكار ونشرها وإذاعتها بأية وسيلة اعلامية دون تقيد بالحدود الجغرافية “.
كما تؤكد الامم المتحدة في هذا الميدان إن انتهاكات حقوق الإنسان أمر لا يمكن السكوت عنه. وينبغي على السلطات الحكومية في دول العالم على اختلاف انظمتها أن لا تألوا جهداً ولا تدخر وسعاً من أجل ملاحقة ومعاقبة الجناة والتصدي لثقافة الإفلات من العقاب والعمل على ضمان أمن وسلامة الصحفيين.
وفي هذا الاطار بدأت بالعاصمة الاندونيسية جكارتا التحضيرات من أجل تسليط الضوء من زوايا مختلفة على سلامة الصحفيّين وإفلات الجرائم المرتكبة ضدهم من العقاب وذلك في إطار احتفال الاتحاد الدولي للصحفيين باليوم العالمي لحريّة الصحافة لعام 2017 والذي ستنظّم فعاليّاته في إندونيسيا للفترة ما بين 1 و 4 مايس الحالي.
وفي ظل الموضوع الرئيسي لهذا العام: “عقول واعية من أجل الأوقات الحرجة سيناقش المجتمعون من مختلف دول العالم دور وسائل الإعلام في النهوض بمجتمعات سلميّة ومنصفة وشاملة الى جانب التحديات التي تواجه وسائل الإعلام في يومنا هذا ولا سيما الهجمات المستمرّة التي يشهدها العالم ضد العاملين في مجال الصحافة.
والاسرة الصحفية العراقية التي تقف اليوم في مقدمة ركب التضحيات بعد ان قدمت /20 / شهيدا خلال العام الماضي لوحده ليرتفع حجم تضحياتها منذ نيسان عام 2003 مع دخول القوات الامريكية بغداد لاكثر من / 455 / شهيدا تجد نفسها اكثر من غيرها معنية بهذا اليوم وبقيمه ومبادئه لتحيي هذه الذكرى وتستذكر تضحيات اولئك الذين عبدوا الطريق لمسارات العمل الصحفي الحر المستقل الممسك بمشعل الحرية وليحتل الصحفي بفعل هذه التضحيات والقيم التي يحملها المكانة التي يستحقها في المجتمع .
ان مسارات العمل الصحفي في العراق ورغم كل ما حملته من مأس والام ومكابدات حيث استمرت خلاله عمليات استهداف الصحفيين بالقتل والتهديد والوعيد في محاولة لمنع السلطة الرابعة من اداء دورها الرقابي الخلاق لابد ان نستبشر بتمسك حكومة السيد حيدر العبادي وتأكيدها المستمر من ان حماية الصحفيين امر اساسي ومهم وان التجاوز على الاعلاميين امر مرفوض الى جانب انفتاحها الواسع على حرية العمل الصحفي ودعمها المطلق لهذا التوجه وحرصها لان يكون للاعلام الدور الاكبر في بناء البلد وبناء راي عام يخدم توجهات ابنائه في العيش بحياة حرة كريمة والحرص على وحدة واستقرار العراق وسيادته وان يكون الاعلام الاداة التي تساهم في الوصول الى مانسعى اليه لخدمة ابناء شعبنا. .. والذي ينسجم تماما مع ما تعمل من اجله نقابة الصحفيين العراقيين لتعزيز دور الصحافة والاعلام وحرصها الدائم في تبني مواقف الدفاع عن حقوق الصحفيين وحمايتهم والعمل الجاد مع كل المؤسسات الرسمية والمجتمعية لتوفير مناخات العمل الصحفي والاعلامي الآمن وبما يعطي مجالات اوسع للعطاء المهني الفاعل .
ان الاجواء الديمقراطية السائدة والمناخات التي تتعزز بشكل كبير في حرية التعبير وما تحظى به الاسرة الصحفية من اهتمام ورعاية رسمية وشعبية .. هذه الاجواء لم تمنع مسلسل العنف القائم على استهداف الصحفيين وان العمل الصحفي بالعراق رغم كل ذلك مازالت تحفه المخاطر والالغام وهناك خشية مازالت قائمة على سلامة الصحفيين العراقيين في ظل غياب القانون وجهل بعض مفاصل الدولة بالدور الايجابي للعمل الصحفي في تصحيح مسارات العمل السياسي وكشف الاخطاء ووضع المعالجات الصحيحة لها .
ورغم ان الدستور العراقي كفل بمادته /36/ حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل ، الا ان البعض من الذين لايروق لهم الا الكلام الذي ينسجم وتوجهاتهم ، يجد في كم الافواه ووأد الحقيقة وحرية الكلمة طريقا لفرض ارادته وسلطته يريد بها ان تكون سدا لمنع الاخرين من التعبير عن ارادتهم وتطلعاتهم في بناء بلدهم.
ان استقرار الاوضاع الامنية في اغلب مناطق العراق والاجواء الديمقراطية السائدة والمناخات التي تتعزز بشكل ملحوظ وسماتها الاساسية في حرية التعبير وماتحظى به الاسرة الصحفية من اهتمام متميز ورعاية ودعم شعبي ورسمي حيث تخلو السجون والمواقف من اي صحفي .. كل ذلك لم يمنع مسلسل العنف الذي يستهدف الصحفيين مما يعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحفي في العراق وان الصحفي مازال مهددا وميدان الصحافة محفوفا بالمخاطر وان عدم وصول الاجهزة الامنية للجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء جرائم استهداف الصحفيين مازال يشكل حالة من القلق النفسي عند الصحفيين كون يد الاجرام عندما تكون طليقة لاينال منها القضاء ماتستحق من قصاص فان ذلك سيشجع الاخرين للنيل من الصحفيين مادام القانون مغيبا ولغة العنف بلا رقيب او رادع .
كما ان هناك مفاصل في حلقات الدولة وبشكل خاص في الاجهزة التنفيذية لم تدرك بعد طبيعة مهمة الصحفي وماتقتضيه مهنة العمل الصحفي من التزامات بالسماح للصحفي بحرية العمل والوصول للمعلومة دون قيود وهذا الخلل في أدراك بعض حلقات الاجهزة التنفيذية للدور الذي يضطلع به الصحفي بات يشكل حاجزاً يقف بوجه العمل الصحفي فالى جانب منع الصحفي من مزاولة المهنة تحت شتى الذرائع والامنية منها بشكل خاص أصبح الصحفي يضرب بأعقاب البنادق والهراوات وخاصة في المسيرات الجماهيرية وكأنه المحرض عليها والداعم لها .
ان نقابة الصحفيين العراقيين وكما هو عهدها في الوقوف الى جانب معاناة الاسرة الصحفية لم تقف مكتوفة الايدي ازاء اجرام داعش بحق صحفيينا وخاصة في المناطق المحتلة اذ باشرت باعداد ملف يوثق جرائم داعش بحق الصحفيين تمهيدا لتحويله الى المحكمة الجنائية الدولية بعد تهيئة الوثائق والادلة التي تدين داعش وجرائمه التي لابد ان يقول القضاء الدولي كلمته بحق زعماء هذا التنظيم الارهابي حيث تعهد نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي بنقل هذا الملف الى المحاكم الدولية لملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم .
كما تعهد اللامي باللجوء الى المحاكم الدولية لمقاضاة الجهات التي تعمل على اغلاق اية مؤسسة اعلامية وانه سيطالب الجهات القضائية الدولية بالتدخل لمنع تلك الانتهاكات وايقاف كل اجراءات التضييق على عمل المؤسسات الاعلامية والفضائيات