خالد ميري يكتب من نيويورك: العالم ينصت لمصر الكبيرة
لم يكن غريبًا أن ينصت العالم لزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يلقى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن يصفق القادة والحضور لرئيس مصر وهو يتحدث بلسان مصرى عربى أفريقى مبين، فلا ينطق إلا حقًا يراد به مصالح مصر ودول العالم على قاعدة راسخة من الاحترام المتبادل والسلام.
كلمة الرئيس كانت شاملة جامعة والرسائل كانت واضحة وبعلم الوصول للجميع، أولاها ما يتعلق بسد النهضة الذى يشغل بال كل المصريين، فإذا كان السد بالنسبة لإثيوبيا يمثل خطوة على طريق التنمية؛ فإن المياه بالنسبة للشعب المصرى قضية حياة ووجود.. الرئيس كان واضحًا وهو يؤكد أن مصر تفهمت المشروع الإثيوبى لبناء السد حتى بدون إجراء الدراسات الواجبة حول تأثيراته، ومنذ إعلان المبادئ للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا فى مارس ٢٠١٥ دارت مفاوضات على مدار ٤ سنوات لكنها تعثرت ولم تراوح مكانها، وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية على الاستقرار والتنمية بالمنطقة، فقضية المياه بالنسبة لمصر قضية حياة ووجود، وطالب الرئيس المجتمع الدولى بالقيام بدوره لتقريب وجهات النظر وضمان تحلى الأطراف المختلفة بالمرونة للتوصل لاتفاق يرضى الجميع، مصر مازالت يدها ممدودة للأشقاء لا تريد أن تنتقص حقهم فى التنمية، لكنها لا يمكن أن تسكت على ما يمس حياة شعبها ووجوده، نحرص على علاقات الإخوة لكن يكفى ما ضاع من وقت ولا مجال لتسويف جديد، والحلول ممكنة عندما تصفو النوايا.. فلا ضرر ولا ضرار.
القضية الثانية كانت قضية العرب الأولى – فلسطين المحتلة – فأكد زعيم مصر أن العرب منفتحون على السلام ومازالت يدهم ممدودة لسلام عادل وشامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن الفرصة مازالت متاحة للسلام وبدء مرحلة جديدة بالشرق الأوسط، والأمر لا يحتاج إلا لقرار جرىء يعيد الحق للفلسطينيين لإنهاء أزمة سيمثل حلها نقلة فى تاريخ النظام الدولى بأكمله.
والقضية الثالثة هى احترام الدول الوطنية والملكية الوطنية للحلول، وتجربة مصر الرائدة التى نجحت بشكل يفوق التوقعات فى تحقيق نهضة شاملة بالمجتمع بالتوازى مع دحر الإرهاب والإصلاح الاقتصادى، وكان الرئيس قاطعًا وهو يؤكد من جديد أن الشعب المصرى كان البطل الحقيقى لهذا النجاح غير المسبوق، وهو ما يؤكد أن الحلول الوطنية هى السبيل لمواجهة كل المشاكل، كما أن قارتنا السمراء ترسخ بنجاح مبدأ الحلول الأفريقية للقضايا الأفريقية، وأكد على أهمية أن تقوم مؤسسات التمويل الدولية بدعم مشروعات التنمية الأفريقية بشروط ميسرة.. خاصة أن أفريقيا أرض الفرص ومجالات العمل والتنمية بها لا حدود لها، وتحدث زعيم مصر بلسان الأشقاء فى السودان مطالبا برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وذلك تقديرًا للتحول الإيجابى ودعمًا لخيارات الأشقاء هناك ولمساعدتهم على بناء الدولة التى يستحقونها.