حياة الصحفيين أصبحت مهددة بالخطر في بلدان عديدة لمجرد عملهم
عقدت اليونسكو، احتفالاً باليوم الدولي 2021 لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، إلى جانب البعثات الدائمة لفرنسا واليونان وليتوانيا لدى الأمم المتحدة، ومجموعة أصدقاء حماية الصحفيين (التي تشترك في رئاستها فرنسا واليونان وليتوانيا) حدثا افتراضيا ناقش تأثير خطاب الكراهية على سلامة الصحفيين، وخاصة على النساء.
حيث تتأثر الصحفيات بشكل خاص بالتهديدات والاعتداءات، لا سيما تلك التي تتم عبر الإنترنت. وفقا لورقة المناقشة الأخيرة لليونسكو، المعنونة "الهدوء: الاتجاهات العالمية في العنف عبر الإنترنت ضد الصحفيات"، قالت 73 ٪من الصحفيات اللواتي شملهن الاستطلاع إنهن تعرضن للتهديد والترهيب والإهانة عبر الإنترنت فيما يتعلق بعملهن.
كما سلط اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين 2021 الضوء على الدور الفعال لأجهزة النيابة العامة، في التحقيق والملاحقة ليس فقط في جرائم القتل ولكن أيضا في التهديدات بالعنف ضد الصحفيين.
حيث نظمت طاولة مستديرة رفيعة المستوى تضم ممثلين من أجهزة النيابة العامة الحكومية، والصحفيين والخبراء القانونيين.
وقد وفر الحدث منصة للحوار بين المدعين العامين والصحفيين حول تدابير الوقاية والحماية لمعالجة سالمة الصحفيين. كما يتم دمج جانب التصدي للتهديدات عبر الإنترنت والتهديدات القائمة على النوع الاجتماعي ضد الصحفيات في المناقشة حوله.
أفادت منظمة اليونسكو بمقتل 62 صحفيًا خلال العام الماضي، في جميع أنحاء العالم، لمجرد قيامهم بعملهم, وشهدت الفترة بين عامي 2006 و2020 مقتل أكثر من 1200 صحفي بنفس الطريقة.
كما تشير تقديرات اليونسكو إلى أن تسعا تقريبا من بين كل 10 حالات يفلت فيها الجناة من العقاب.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أشار في رسالته بالمناسبة إلى فقدان العديد من الصحفيين حياتهم أثناء تغطيتهم للنزاعات، "ولكن عدد العاملين في وسائل الإعلام الذين قتلوا خارج مناطق النزاع قد ارتفع في السنوات الأخيرة".
وأضاف غوتيريش أن حياة الصحفيين أصبحت مهددة بالخطر في بلدان عديدة لمجرد قيامهم بالتحقيق في قضايا الفساد أو الاتجار أو انتهاكات حقوق الإنسان أو القضايا البيئية.
قال الأمين العام إن الإفلات من العقاب على قتل الصحفيين فاشٍ جدا، مضيفا أن الصحفيين يواجهون تهديدات أخرى لا حصر لها، منها الاختطاف والتعذيب والاحتجاز التعسفي، ومنها حملات التضليل والمضايقة، ولا سيما في المجال الرقمي. وتواجه الصحفيات بشكل خاص خطر التعرض للعنف على الإنترنت، بحسب السيد أنطونيو غوتيريش.
وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 163/68 / RES / A في دورتها الثامنة والستين في عام 2013، والذي أعلن يوم 2 نوفمبر باعتباره اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الاحتفالات العالمية بمثابة فرصة فريدة لزيادة الوعي وتعزيز الحوار بين جميع الجهات الفاعلة المشاركة في مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
وفي هذا السياق حث الأمين العام الدول الأعضاء على التضامن مع الصحفيين في جميع أنحاء العالم، وإظهار الإرادة السياسية اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم ومقاضاة مرتكبيها.